اكتسب فيلم «Roma» أهميته في بادئ الأمر من المخرج ألفونسو كوارون صاحب التجارب السينمائية المميزة والمتنوعة، والذي يعود به إلى عالم الفن السابع بعد غياب خمس سنوات منذ أن قدم أشهر وأبرز أفلامه «Gravity»، لكن بعد عرض الفيلم اختلفت الأمور نسبيا وأصبح الفيلم يستمد أهميته من ذاته وبفضل ما احتواه من عوامل تميز عديدة وفريدة.
شارك «Roma» في العديد من المحافل السينمائية الدولية وفاز بجائزة الأسد الذهبي، وفاز «كوارون» عنه على جائزة «SIGNIS» وكلتاهما من مهرجان فينيسيا السينمائي، كما تم إدراجه ضمن القائمة القصيرة للأفلام المتنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، وتحمل «ألفونسو كوارون» المسؤولية كاملة عن هذا العمل مخرجا ومؤلفا ومصورا.
تدور أحداث الفيلم في مدينة مكسيكو سيتي بمطلع السبعينيات، حيث تحيا الخادمة الشابة «كليو» في كنف أسرة من الطبقة المتوسطة تربطها بأفرادها علاقة ودودة، لكن تتحول حياتها إلى مأساة حين تكتشف أنها قد حملت سفاحا، بالتزامن مع تعرض الأسرة لبعض الأحداث التي تزعزع استقرارها.
ما سبق ذكره هو لمحة من الخط الدرامي الرئيسي الذي اتبعه «Roma» لكنه لا يمثل عقدته الرئيسية ولا هدفه الأساسي، إنما تمكن «ألفونسو كوارون» في استغلال حالة «كليو» بالغة الخصوصية لاستعراض واقع أعمّ وأشمل، وتسليط الضوء من خلال رحلتها على الأوضاع التي سادت بلاده في إحدى فتراتها الحرجة، كما برع في إحداث حالة من التوازن ما بين هذا وذاك دون أن يطغى أيهما على الآخر أو يجذب تركيز المشاهد بصورة أكبر.
برع كوارون بشكل خاص في التنقل بين الخاص والعام بسلاسة وهدوء حتى لو كان ذلك داخل المشهد الواحد، ويمكن تبين ذلك من عدة مشاهد بارزة ضمن أحداث الفيلم، منها المشهد الذي ذهبت «كليو» خلاله إلى حضانة الأطفال حديثي الولادة والذي تزامن مع حدوث الزلزال أو المشاهد التي صورت التظاهرات.
http://bit.ly/2IKymqx