أقيمت اليوم فعاليات مؤتمر «طرق تقديم التوجيه المهني في نظم التعليم المختلفة»، تحت رعاية الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور محمد مجاهد نائب الوزير للتعليم الفني، والذي ينظمه مشروع دعم التشغيل EPP في إطار التعاون مع برنامج دعم التشغيل بوكالة التعاون الإنمائي الألماني (GIZ)، بهدف مناقشة السُبل والوسائل المختلفة لتقديم التوجيه المهني في النظم التعليمية المختلفة
حضر المؤتمر الدكتور أحمد عشماوي مستشار وزارة التربية والتعليم لشئون التعليم والتدريب الفني والمهني، والدكتورة ميرفت الديب المنسق العام لمجلس علماء وخبراء مصر، وأحمد موسى الرائد العام للاتحاد العام لطلاب مدارس مصر، والدكتور مانويل ديبونو أستاذ التربية المقارنة والتوجيه المهني بجامعة مالطا، وعدد من قيادات التربية والتعليم ونواب البرلمان والمهتمين بالتعليم الفني.
ورحب الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، في كلمة مسجلة نظرًا لعدم تواجده وارتباطه بمهمة خارج البلاد خلال فترة المؤتمر، بالمشاركين في المؤتمر، والذي يعد منصة للإطلاع على تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، حتى نستطيع أن نرى ما هو مناسب لواقعنا المصري ومناسب لطموحاتنا المشروعة ولخطط التطوير التي نسعى إليها.
وأشار مجاهد إلى أنه على علم بأن الحضور على دراية برؤية الحكومة لتطوير التعليم في مصر، وأنهم يؤيدون أن الهدف الأساسي للتعليم يجب أن يكون “بناء الإنسان المصري” لإعداده للغد، وليس بهدف جمع وتراكم الدرجات.
وأوضح أن «بناء الإنسان المصري» يعني بجميع الجوانب الإنسانية والوجدانية والوطنية ، وإعداد الإنسان للغد يعني إعداده لسوق العمل، للمواطنة، للمستقبل، إعداده لما هو غير معروف الآن، وهذا كله يعني أن التعليم يجب أن يُعد الطلاب ويعلمهم كيف يعلمون أنفسهم بأنفسهم، وكيف يخططون لمستقبلهم وكيف يديرون زمام حياتهم العملية، ليكونوا طاقات بناءة ومصدر غِنَى وثراء للوطن، وهذا يعني إكساب الطلاب مزيج من المعارف والمهارات والسلوكيات الإيجابية في الأداء؛ ليصبحوا مستعدين لمجابهة عالم العمل، ولمجابهة مضمار الحياة العملية، وهذا ما نسميه إكساب الطلاب للجدارات.
وقال مجاهد: “نحن كرجال التعليم الفني نهتم كثيرًا بالمعارف والمهارات ولقد آن الأوان لنهتم أيضا بالجوانب الإنسانية والوجدانية والسلوكية التي بدونها لا يكتمل مثلث الجدارات، وبدونها لا يستطيع أبناؤنا مجابهة عالم سوق العمل”.
وفى ذات السياق، أضاف مجاهد أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تهتم كثيرًا بهذا الأمر، وقد انعكس ذلك في وجود خدمات تيسير الانتقال إلى سوق العمل، العمل لدى الغير، والتوظف الذاتي، وكلاهما يحتاج إلى “مهارات التخطيط للمستقبل” التي نقدمها لطلابنا في منهج موحد ومنهجية موحدة للتوجيه المهني، وينعكس أيضًا اهتمام الوزارة باستمرار هذه الخدمات من خلال إنشاء كيان متخصص، يدير هذه الأنشطة والخدمات، من خلال وحدة تيسير الانتقال الى العمل.
واختتم مجاهد كلمته قائلًا: “كيف نقدم مهارات التخطيط للمستقبل، كيف نقدم التوجيه المهني لطلابنا بشكل مستمر ومستدام وعادل وشامل؟ هذا ما نصبوا إليه كأحد مخرجات هذا المؤتمر، متمنيًا التوفيق للحضور وأن تثمر مناقشات المؤتمر عن نتائج فعّالة تسهم فى التوجيه المهنى فى نظم التعليم المختلفة”.
ومن جهتها، أكدت كورا جوتنمان مدير مشروع برنامج دعم التشغيل ب GIZ، أن من أكبر التحديات التي تواجه أي دولة هي البطالة، وتتخذ الحكومات إجراءات تنفيذية للحد من هذه المشكلة ومنها: تأهيل الشباب وإعدادهم لسوق العمل، وربط مخرجات التعليم بسوق العمل، وتمكينهم وإعدادهم بالمهارات الحياتية مما سينعكس إيجابيًا على اقتصاد أي دولة.
وأشارت جوتنمان إلى أن مشروع دعم التشغيل يهدف إلى تيسير الانتقال إلى العمل و مأسسة خدمات التوجيه والإرشاد المهني والتسكين في الوظائف وريادة الأعمال لتيسير انتقال الشباب إلى العمل، وقد قام مشروع دعم التشغيل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وممارسي المهنة من خبراء المجال وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات أخرى بتطوير استراتيجية لتوسيع نطاق ومأسسة هذه الخدمات، والهدف العام هو تيسير انتقال الشباب من المدرسة أو من البطالة إلى سوق العمل، وتقديم البرامج التي من شأنها دعم التحاق الشباب بعمل ما، وكذا خدمات التوجيه والإرشاد المهني التى تدعم الشباب لإيجاد وظائفهم الأولى.