أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن كافة الأطراف السياسية لا تريد عرقلة العمل الحكومي، وأن الجميع يريدون عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، نافيا بشدة كل ما يتم الترويج له عن وجود رغبة دولية لتوطينهم في لبنان، لافتا إلى أن المشاكل الاقتصادية التي يمر بها لبنان لها جانب يتعلق بطريق الإدارة التي يجب تصحيحها.
وقال الحريري – خلال لقائه ظهر اليوم /الثلاثاء وفدا من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة نقيب الصحافة عوني الكعكي – إنه حريص على عدم الالتفات إلى “المناكفات السياسية” وأن يركز جهوده على العمل والإنجاز بما يحقق مصلحة البلاد.
وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن خطة حل أزمة قطاع الكهرباء في لبنان سيتم الانتهاء من تجهيزها قريبا، وأن الاجتماعات تتواصل من أجل إتمام الموازنة العامة للبلاد لهذا العام ومن ثم إقرارها في أسرع وقت ممكن، تنفيذا للتعهد الذي قطعته الحكومة بهذا الشأن في بيانها الوزاري، مشددا على أن الموازنة الجديدة ستحمل طابعا إصلاحيا وتحد من الإهدار.
وأشاد الحريري بقرار المملكة العربية السعودية رفع الحظر عن زيارة مواطنيها إلى لبنان، لافتا إلى أن أكثر من 12 ألف سائح سعودي زاروا لبنان خلال أيام معدودة بعد هذا القرار، وأن إجمالي عدد السائحين إلى لبنان عبر مطار بيروت زاد بنسبة 20% خلال الشهرين الأولين من السنة، مضيفا: “نحن نعمل الآن مع دولة الإمارات العربية المتحدة للوصول إلى قرار مماثل”.
ولفت رئيس الوزراء اللبناني إلى أن حركة ميناء بيروت تضاعفت خلال العامين الماضيين، معتبرا أن هذا الأمر من النتائج الإيجابية للتوافق السياسي الراهن، مشددا على أنه اتخذ قرارا بعدم التوقف عند “الضجيج السياسي أو إضاعة الوقت بخلافات لا تأتي بشيء للاقتصاد والنمو وفرص العمل”، على حد تعبيره.
وأكد الحريري أن مؤتمر (بروكسل 3) الذي عقد مؤخرا للبحث في أزمة النازحين السوريين، كان ناجحا حيث أسفر عن التزامات دولية تقدر بـ7 مليارات دولار لمواجهة أعباء النزوح السوري في الدول المجاورة، بينما كانت المساعدات لا تتخطى خمسة مليارات دولار في السنتين الماضيتين.
وشدد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، على أن اللبنانيين جميعا، وكافة القوى السياسية، تريد عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية تتعاون منذ اللحظة الأولى مع المبادرة الروسية التي تم الإعلان عنها في هذا الشأن، وكذلك مع الدول الكبرى القادرة على فرض الحل، لأنها هي من تعمل على الحل السياسي في سوريا، متابعا القول: “وبانتظار ذلك، علينا تشجيع العودة والاستفادة من الدعم
الدولي لتحمل أعباء النزوح”.
ونفى الحريري، بصورة قاطعة، وجود أية نية صريحة أو مبطنة لتوطين النازحين السوريين في لبنان، مشيرا إلى أن كافة المؤتمرات الدولية التي شارك في أعمالها، لم يتم التطرق خلالها لهذا الأمر مطلقا.
وقال رئيس الوزراء اللبناني “هذا الأمر غير مطروح ولن يحدث، ودستورنا يمنعه بشكل قاطع وهناك إجماع لبناني على ذلك والجميع يعرف ذلك سلفا، بما فيهم المجتمع الدولي، وفي المقابل، نكون كمن يكذب على نفسه إن زعمنا أن كل مشاكلنا الاقتصادية هي فقط بسبب أزمة النزوح السوري إلى بلدنا، الحقيقة أن مشاكلنا تتأتى أيضا من طريقة عملنا التي علينا تغييرها والقيام بإصلاحات لمواكبة العصر، فليس من المنطق أننا ما زلنا نعمل بقوانين تعود إلى 50 و70 عاما إلى الوراء”.
وتطرق الحريري إلى العلاقات مع سوريا قائلا: “لبنان يعتمد سياسة النأي بالنفس، ويلتزم بموقف جامعة الدول العربية وقراراتها من النظام السوري”.