recent
أخبار ساخنة

بومبيو يهدّد لبنان: النازحون لن يعودوا

الصفحة الرئيسية




تُلخّص زيارة وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو لبيروت بمعادلة واحدة: تخلّوا عن حزب الله، وإلا فلبنان سيكون في خطر! لم يستخدم أسلوب المواربة في بثّ تهديداته، ولم يكتف بتوجيه الإملاءات للفريق المحسوب عليه، بل كان حريصاً على أن تصل الرسالة إلى الجميع. إلا أنّ الردّ عليه أتى موحداً: حزب الله مكوّن لبناني يُمثّل شريحة كبيرة من اللبنانيين. الرسالة الأكثر وضوحاً من قبل بومبيو كانت في ملف النازحين السوريين. ربط عودتهم بالظروف المناسبة وبالحل السياسي. بمعنى آخر، قال للبنانيين إن النازحين لن يعودوا!

لم يكد وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو يصل إلى بيروت، آتياً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى أطلق العنان لتهديداته. فما كُشف، في الأيام الماضية، عن جدول أعمال «الفتنة» لمُمثّل الإدارة الأميركية، والقائم بدرجة أولى على تحريض اللبنانيين بعضهم ضدّ البعض الآخر، وتسعير حدّة الخطاب ضدّ حزب الله، تأكّد بعد لقاءاته أمس. لم يكن بومبيو «دبلوماسياً»، وهو يُهدّد ويتوعّد اللبنانيين، بأنّ أمامهم خيارين لا أكثر: إما التخلّي عن دعم حزب الله ومواجهته، وإما تحمّل الضربات الأميركية التي سترتفع وتيرتها. كلّ الشعب اللبناني بات تحت المجهر الأميركي، بما يتناقض مع النغمة الكاذبة عن «الحفاظ على استقرار لبنان».

الكلام نفسه كرّره بومبيو أمام كلّ من التقاهم، أمس، إلا أنّ البيان المكتوب الذي قرأه من وزارة الخارجية اللبنانية، كان التعبير الأوضح عن وقاحة واشنطن، واستعلائها في التعامل مع الدول، وضربها عرض الحائط بالأعراف الدبلوماسية وسيادة البلد. 

بومبيو، الآتي من بلاد «الديموقراطية والحريات»، عقد مع الوزير جبران باسيل مؤتمراً صحافياً، مُنع فيه ممثلو وسائل الإعلام من طرح الأسئلة. قرأ بياناً فتنوياً، مكتوباً باللهجة التي ترتاح لها «إسرائيل»، وهي في الأساس لغة الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر أنّه «لـ 34 عاماً، وضع حزب الله الشعب اللبناني في خطر بسبب قراراته الأحادية غير الخاضعة للمحاسبة المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت، سواء من خلال وعوده أو من ترهيبه المباشر للناخبين.

الطريقة التي تحدّث بها بومبيو من منبر «الخارجية»، اختفت خلال لقائه الرئيس ميشال عون. في طريقه من واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو للصحافيين الذين يرافقونه، عن لقائه بالرئيس ميشال عون: «في عملنا نلتقي بالكثير من الأشخاص الذين نأمل أن يُغيّروا أسلوبهم». يُدرك الرجل جيّداً شخصية الرئيس الذي يلتقيه، بأنّه النقيض للأدوات المحلية التي تُنفّذ عبرها واشنطن سياستها داخلياً. عون، بالنسبة إلى الأميركيين، خصمٌ لا يفصلون بينه وبين حزب الله.

لا بل إنّه، على اللائحة لشنّ هجوم عليه، والضغط على عهده، بغية إبعاده عن حزب الله. غياب «الكيمياء» بين الفريقين، ظهر في مشهد الاستقبال، أمس، «البارد»، تماماً كتفاعل عون السياسي مع الوفد الأميركي. بعدما طلب بومبيو من عون عدم تمكين حزب الله من تطوير وجوده وتعزيز مواقعه في الدولة، «لأنّه امتداد لإيران والإرهاب»، ردّ الرئيس بأنّ حزب الله «يُشكّل قسماً كبيراً من الشعب اللبناني، ويُمثّل طائفة كبيرة. لديه 12 نائباً من أصل 128، و3 وزراء، تماماً كما كان الوضع عليه في السابق ولم ترتفع حصته»، بحسب معلومات «الأخبار». وافق بومبيو على الكلام، «ولكن نحن نتخوف من تمدّده أكثر. هناك تصرفات غير مقبولة، وذلك سيُعرّض البلد للخطر». ذكّر عون بالتزام لبنان بالقرار 1701، «وبأنّ حزب الله لا يُقدم على أي أمر يُسيء للاستقرار، وفي الداخل ليس لديه دور مسلّح. والجيش يقوم بواجباته، ولكنّ إسرائيل هي التي تقوم بالخرق». ثمّ انتقل النقاش إلى موضوع ترسيم الحدود، فعرض بومبيو استعداد بلاده للمساعدة، فأعاد عون الحديث عن الأطماع الإسرائيلية، مُشدّداً على أنّ أي حلّ «يجب أن يحفظ حقوق لبنان في النفط والغاز».

في ملفّ النازحين السوريين، طلب عون مساعدة واشنطن في إعادتهم إلى سوريا. توقّف بومبيو عند الدور الذي قام به لبنان بهذا الخصوص، «وبأنّه قدّم ما لم توفره أي دولة أخرى، ولكن يجب انتظار فرصة السلام في سوريا ليعود النازحون»، مُضيفاً إنّه بعد تحقق الحلّ السياسي، «ستتشجع الدول أكثر لمساعدة النازحين على العودة». قدّم عون عرضاً للأعباء التي يتحملها البلد، مؤكداً أنّ «انتظار المزيد من الوقت يُزعج لبنان»، مُحولاً الكلام إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فتولى الأخير شرح آلية العودة الآمنة التي اعتُمدت، والتنسيق مع السلطات السورية، وبأنّه لم تُسجّل أي حالة مُضايقة لنازحين عادوا إلى بلدهم، رغم أن عددهم تجاوز الـ 170 ألف عائد.



http://bit.ly/2CzpgHH


google-playkhamsatmostaqltradent