أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أن مجلس وزراء الصحة العرب اعتمد تجربة مصر ممثلة فى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى “100 مليون صحة” كتجربة ناجحة يمكن للدول العربية الاسترشاد بها.
وأكدت وزيرة الصحة – فى تصريح اليوم الخميس- أن مجلس وزراء الصحة العرب الذى عقد اليوم بمقر جامعة الدولة العربية فى القاهرة – كلف الأمانة الفنية للمجلس بمتابعة تنفيذ اعتماد تحليل «بى سى ار»، كمعيار لتحديد تواجد فيروس سى فى أجساد المسافرين للعمل بدول الخليج، بدلا من تحليل الأجسام المضادة، بما يفتح الباب أمام المتعافين من الفيروس من السفر للعمل هناك، وزيادة تحويلات المصريين بالخارج .
وأكدت الوزيرة على أهمية مشاركة وزراء الصحة العرب لتجارب البلدان العربية الناجحة، ومناقشة التحديات المشتركة فى القطاع الصحى، وكيفية التغلب عليها، مع تجديد التزام الوزراء العرب تجاه الشعوب العربية فى تقديم رعاية صحية تليق بهم.
وأوضحت أن الدول العربية تسعى لتوحيد التشريعات الصحية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لكافة المواطنين، مع تقديم المستوى المأمول من الرعاية الصحية.
وقالت وزيرة الصحة، إن الدولة المصرية اعتمدت نظام للتأمين الصحى الشامل، وتم إصدار قانون بهذا الشأن خلال العام الماضى، وهو القانون الذى تمت صياغته بمراعاته لمعايير، وأطر الحكومة، والفصل بين سلطات تقديم الخدمة، وتمويلها، والرقابة عليها.
وأوضحت أن اجتماع “الوزراء العرب”، فرصة لتعميم مبدأ التغطية الصحية الشاملة، بتقديم نظام إلزامى يطبق على جميع أفراد المجتمع، وتكافلى يغطى جميع أفراد الأسرة، وقائم على التكافل بين الغنى والفقير، والذى يتمتع بصحة جيدة، ومن يعانى من الأمراض، وهى الملامح الرئيسية لـ”التأمين الصحى الشامل” بمصر.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أن أنماط الأمراض في الدول العربية تتغير، وتظل الأمراض غير السارية كالسكر، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم أحد أهم الأمراض التي تؤدي لارتفاع معدلات الوفيات في السنوات الأخيرة، والتي تعتبر مسئولة عن أكثر من 80% من إجمالي الوفيات، وتسببها في المضاعفات الصحية الخطيرة التي انتشرت في مختلف الفئات العمرية نزولاً لفئة الشباب، بالإضافة لزيادة حجم الإنفاق الصحي لزيادة أعداد المصابين، وانخفاض المعدلات العمرية لهم.
وأوضحت أن مصر تنفذ مسحا طبيا شاملا للكشف عن فيروس سي، وقياس نسبة السكر بالدم، وقياس ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ويتم تقديم خدمات التقييم والعلاج للمصابين عبر أكثر من 200 مركز على مستوى الجمهورية بالمجان، ولكافة المواطنين المصريين، مضيفة: “ولعل أسباب نجاح الحملة هو تضافر جميع الجهات المعنية؛ فمصانع الدواء قامت بتصنيع العقار بكفاءة وفعالية، وتوفير جرعات العلاج اللازمة للمصابين، إلى أن تم شفاؤهم.
وقالت وزيرة الصحة “إن الظرف التاريخي الدقيق الذي يشهده العالم العربي، يتطلب تكاتفنا جميعاً من أجل الحفاظ ليس فقط على مصالح دولنا، بل على تماسك مجتمعاتنا، ووحدة شعوبنا، وحق أبنائها في التطلع إلى التغطية الصحية”.
وأكدت على أهمية تعزيز الحوار، والتنسيق فيما بين وزراء الصحة العرب بصورة جماعية، تدعيماً لقنوات التواصل القائمة بالفعل على المستوى الثنائي، أملاً في الوصول لرؤية وتصور مشترك للشمول الصحي لشعوبنا، ولكيفية التعامل مع التحديات المتصاعدة، التي باتت تهدد دولنا، ومنطقتنا على اتساعها، وبعدما صار التغلب على تلك التحديات بجهود فردية أمر يصعب تحقيقه.
وتابعت: “كل بلد في منقطتنا لديها شيء لتقديمه، ليس فقط دعم مادي، بل قد يكون ابتكاراً تكنولوجياً، أو موارد بشرية؛ فبلادنا لديها الكثير لتتقاسمه مع بعضها البعض، ومع العالم من أجل تحقيق الصحة للجميع”.
وقالت: “وعلى الرغم من إقرارنا جميعاً بأنه لا توجد حلول سحرية، لتجاوز تلك التحديات، إلا أن علينا استشراف بعض الخطوط العريضة كمفتاح للحل”.
ا ش ا