تعد فترة الحمل فترة التغيرات الكبرى بامتياز في حياة كل سيدة، فمع أولى لحظات استقبال الضيف الجديد داخل رحمها، تعرف المرأة الكثير من الاضطرابات الصحية والنفسية نتيجة ما تشهده هرموناتها من اختلالات لا تحصى. ولإن تكون تلك الاضطرابات مضنيةً بشكل كبير، فإن بنات حواء دائما ما أثبتن قدرتهن العالية على الصبر والتجلد لآخر لحظة، حتى أن الغالبية منهن يرفضن التخلي عن الالتزامات والمسؤوليات الموكلة لهن، سواء كان ذلك في المنزل مع العائلة، أو أيضا في العمل خارجا. طبعا كل تلك شجاعة لا تستحق منا سوى الاحترام والانحناء لها فخرا، ولكن لا يتوجب أن تصل الأمور مطلقا إلى درجة التهور؛ إذ يؤكد الأخصائيون عن وجود بعض الحالات التي تستوجب الركون إلى الراحة التامة وعدم القيام بأي مجهود خاصةً خارج البيت، فهل تعرفين هذه الحالات عزيزتي؟ إن كانت إجابتك بلا، فإننا ندعوك إلى متابعة ما تبقى معنا من أسطر من هذا المقال، والذي نستعرض لك خلاله أبرز العلامات التي إذا ما ظهرت عليك، فلا بد لك من التوقف فورا عن العمل. تابعينا إذا!
1. العلامة الأولى : الشعور بألم شديد أسفل الظهر أو البطن مع بعض الأعراض الأخرى
من الطبيعي أن تشعر المرأة الحامل ببعض الأوجاع عند أسفل ظهرها، ولكن إذا كانت آلامها تلك شديدةً ومصحوبةً ببعض التورمات في منطقة القدمين والرجلين، فإننا ندعوها فورا إلى زيارة طبيبها وطلب الحصول على رخصة مرضية من عملها خاصةً إذا كان هذا الأخير يتطلب الوقوف لفترة طويلة. وقد تحدث تلك الأعراض خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، أي بدايةً من الشهر السابع، فيكون ذلك مؤشرا على ولادة مبكرة، وهو ما يستدعي أيضا الخضوع إلى الراحة التامة وعدم التحرك بالمرة إلا للضرورة القصوى.
وقد تكون تلك الأوجاع على مستوى منطقة أسفل البطن أو وسطها ومصحوبةً هي الأخرى ببعض الأعراض الغير طبيعية كالشعور ببعض التقلصات في الرحم وتشنجات عضلات المعدة، حينها سيكون عليك اتخاذ نفس الإجراءات الوقائية عزيزتي، أي الابتعاد عن العمل لفترة كافية وملازمة الفراش.
2. العلامة الثانية : التعرض إلى نزيف
من العلامات الأخرى التي تستوجب منك الخضوع التام إلى الراحة والتوقف عن العمل خلال فترة حملك هي تعرضك إلى النزيف سيدتي أو أيضا نزول بقع من الدم منك، وخاصة حينما يكون ذلك خلال الأشهر الأولى من الحمل، حيث يكون هذا العارض في الكثير من الأحيان بمثابة الإنذارا عن حدوث إجهاض.
ونلفت انتباهك عزيزتي أنه وفي حال تعرضك إلى هكذا مشكلة، فيتوجب عليك فورا الانتباه إلى لون الدم النازل منك، فإذا كان النزيف داكنا مع وجود بعض الكتل الحمراء، فهذا يعني بصفة كبيرة أن المشيمة قد انتقلت إلى الأسفل وتحديدا إلى عنق الرحم (وذلك نتيجةً إلى قيام المرأة الحامل بمجهود كبير)، أو أيضا بسبب انفصال المشيمة عن جدار الرحم. أما اذا ما كان النزيف حادا، فهذا يعني إمكانية حدوث ولادة مبكرة، ولابد حينها من الركون إلى الراحة التامة والتوقف عن العمل لفترة ما بعد الولادة حتى لا يتطور الأمر أكثر وتنجم عنه مضاعفات لا تحمد عقباها.
3. العلامة الثالثة : الشعور بالصداع الحاد
على الرغم من كوننا نتعرض جميعا إلى مشكلة الصداع النصفي، فإن الأمر يبدو مختلفا مع المرأة الحامل، خاصةً إذا كانت الأوجاع حادةً ومزمنةً؛ حيث يمكن أن يتطور الأمر بشكل أكبر، فتصبح المرأة فاقدةً للتركيز والانتباه، وربما تكون أيضا في مواجهة لبعض الاضطرابات البصرية ولمشكلات في الرؤية، إلى جانب الإصابة بالتشوش وفقدان القدرة على النظر بشكل صحيح. وليس هذا فحسب، إذ يمكن أن تشهد الأمور مزيدا من التطورات الأخرى الخطيرة عند التعرض إلى بعض الانتفاخات والتورمات في العينين وفي الوجه، وذلك نتيجةً للصداع المزمن في منطقة أسفل الرأس، وعليه فإننا ندعوك فورا إلى زيارة طبيبك الخاص وطلب رخصة مرضية بمجرد استمرار الآلام معك لأكثر من ثلاث ساعات، ولا تعودي أبدا إلى العمل إلا عند استعادتك لصحتك بشكل كامل.
4. العلامة الرابعة : ارتفاع درجة الحرارة الجسم
إذا ما تجاوزت درجة حرارة جسم المرأة الحامل ال37.5 درجةً مئويةً، فيتوجب عليها الاتصال بطبيبها الخاص في اليوم نفسه وتقديم إجازة مرضية في الغرض؛ فكما يؤكد الأخصائيون فإن التعرض إلى الحمى والسخونة من دون وجود أية أعراض عن الإصابة بالأنفلونزا أو إحدى نزلات البرد، لهو إلا دافع قوي لتدهور صحة المرأة ومواجهتها لمشكلة ارتخاء العضلات والأوعية الدموية، بالإضافة أيضا إلى تأثيره السئ على سلامة الجنين واكتمال نموه بشكل طبيعي.
5. العلامة الخامسة : الغثيان والتقيء المستمرين
ومن منا لا تشعر بالغثيان أو الدوار خلال الأشهر الأولى من فترة حملها؟!؛ حيث يحدث ذلك نتيجة اختراق البويضة وحصول الحمل. ولكن مع مرور الوقت وانتهاء مدة الوحم، تتخلص العديد من السيدات من هذه المشكلة بشكل نهائي، وذلك هو الطبيعي. أما البعض الآخر من النساء فقد يكن عرضةً إلى استمرار هذه الأعراض إلى ما بعد ذلك، مع الرغبة الملحة في التقيء والإحساس المستمر بالدوار والدوخة الشديدة، حينها يتوجب فورا ترك العمل والالتزام بالركون إلى الراحة والمكوث في المنزل؛ إذ يمكن أن يتسبب الجهد والعمل الكثير في حدوث مضاعفات خطيرة عادةً ما تؤدي بصاحبتها إلى فقدان وعيها بشكل كامل أو أيضا إلى مواجهتها لمشكلة الجفاف نتيجة التقيؤ والغثيان المستمرين، وهو ما يعرض الجنين إلى الخطر. وليس هذا كل شيء، فقد تكون المرأة في هذه الحالة مهددةً أيضا بتورم وانتفاخ بطنها وقدميها، إلى جانب مجابهتها لمشكلات الاسهال وآلام البطن، فكيف لها أن تستمر في العمل مع كل ذلك!
http://bit.ly/2H3VajX
سوسن