"ربع قرن" تُطلق برنامج "جسور خليجية" في دورته الثانية بمشاركة نخبة من شباب دول الخليج
الشارقة: سامح بدر
في مشهد تتقاطع فيه الثقافة مع القيادة والإبداع، لإعلان بداية قصة جديدة من العمل الخليجي الشبابي المشترك؛ أطلقت ناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة التابعتان لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أمس الأحد الموافق 21 ديسمبر الجاري، أعمال الدورة الثانية من برنامج "جسور خليجية – البرنامج الخليجي للقيادات الشبابية"، الذي يقام بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشاركة 40 شاباً وشابة يمثلون وفوداً شبابية من دول المجلس كافة، في خطوة تعكس عمق رؤية ومكانة إمارة الشارقة، الحاضنة للثقافة والإنسان.
أقيم الحفل في مجمع القرآن الكريم
بالشارقة، والذي شهد إقبالاً لافتاً من ممثلي مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة
والمبتكرين، ومن الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ومن الهيئة الاتحادية
للشباب وقيادات من المجتمع المحلي والإماراتي، واستُهل الحفل بالسلام الوطني لدولة
الإمارات العربية المتحدة، ثم تلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم، رتلها على مسامع
الحضور سالم البريمي منتسب في ناشئة الشارقة، ليبدأ بعدها البرنامج الرسمي
للافتتاح، بعرض مقطع مرئي افتتاحي للدورة الثانية للبرنامج، حمل في مشاهده رسالة
للشباب جوهرها أهمية التعاون وتبادل الخبرات لاستكمال مسيرة النجاح الخليجي،
مجسداً رؤية البرنامج وأهدافه الرامية إلى تحقيق الوحدة والعمل المشترك بين شباب
الخليج لبناء جسور مترابطة وراسخة، خليجية الجذور عربية التأثير.
وفي كلمة بهذه المناسبة أكدت سعادة حنان
المحمود، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أن "جسور
خليجية" ليس مجرد برنامج تدريبي، بل مساحة حقيقية لصناعة الوعي القيادي،
وتعزيز الروابط الخليجية بين الشباب، مشيدة بالدعم الكريم من قرينة صاحب السمو
حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة
والمجتمع، التي آمنت بأن الشباب بذورٌ تحمل الغد في ملامحها وأن رعايتهم واجب وطني
وأساس للنهضة المستدامة، وأن الاستثمار في طاقاتهم نهجاً راسخاً في مسيرة الشارقة.
وأشارت إلى أن المشاركين يمثلون إرادة
أوطانهم وطموحاتها، وأن القيادة التي يسعى البرنامج لترسيخها لا تقوم على الموقع
أو المنصب، بل على الموقف، والأثر، والقيم، ودعت الشباب إلى أن يكونوا صُنّاع طريق
لا منتظريه، وحملة هوية خليجية أصيلة في الفكر والعمل والسلوك.
كما ثمّنت المحمود الدعم المتواصل من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودورها في تحويل البرنامج من فكرة إلى نموذج خليجي ملهم، يجمع طاقات الشباب تحت مظلة واحدة، كما توجهت بالشكر لشركاء النجاح وفرق العمل التي أسهمت في إخراج هذا الحدث بصورة ترقى لمكانة شارقة الثقافة والفنون، وأثنت على الوفود المشاركة التي منحت البرنامج روحه وخُطاه الأولى.
وفي كلمتها أكدت الأستاذة أسرار الأنصاري
ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن برنامج «جسور خليجية»
يجسّد التوجه الخليجي المشترك في تمكين الشباب، انطلاقاً من قناعة راسخة بأنهم
يشكلون الركيزة الأساسية لبناء المستقبل، وأن الاستثمار في قدراتهم القيادية
الواعية هو استثمار في استقرار المجتمعات الخليجية واستدامة منجزاتها. وأشارت إلى
أن البرنامج يأتي ضمن إطار مؤسسي يهدف إلى توحيد الجهود الخليجية، وتعزيز التكامل
بين المبادرات الوطنية، وتوفير منصة جامعة ترسّخ قيم التعاون والحوار والعمل
المشترك بين شباب دول المجلس.
وشهد الحفل تكريم شركاء نجاح البرنامج
ممثلين في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والبرلمان العربي
للطفل والمكتب الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة
(إيسيسكو)، إلى جانب مجمع القرآن الكريم بالشارقة.
واختُتم برنامج الافتتاح بجلسة رئيسة حملت
عنوان "القيادة بالقرآن"، قدمتها الدكتورة هناء نمنكاني، أستاذ مساعد في
نظم المعلومات التطبيقية في الأعمال، ومستشار في تطوير الأعمال، تناولت فيها
مفاهيم القيادة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكدة أن القيادة الحقيقية تبدأ
من الداخل، ومن تربية النفس وتزكيتها، والارتقاء بالذات بوصفه أساساً لبناء القائد
الواعي.
واستعرضت الجلسة محاور متعددة، من بينها
القيادة كفطرة إنسانية، وصفات القائد، ونماذج قرآنية ملهمة، وصولاً إلى التأكيد
على أن الكرامة الإنسانية تشكّل جوهر أي ممارسة قيادية مسؤولة.
ويأتي برنامج "جسور خليجية" في
دورته الثانية ليجدد الثقة في جيل خليجي شاب يحمل راية الوحدة، ويؤمن بأن الوعي هو
الخطوة الأولى نحو المستقبل، ضمن تجربة ثرية معرفية وقيادية تعزز الانتماء، وتصنع
قادة الغد بروح خليجية واحدة، ويركز البرنامج على خمسة محاور رئيسة، تُقدم على
مدار أسبوع في تجربة ثرية استثنائية بإمارة الشارقة، تتجسد في: المهارات القيادية
والشخصية وبناء فرق العمل، مهارات التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات، التنمية
المستدامة وريادة الأعمال، والتوجهات الحكومية في استشراف المستقبل.
