كامبالا، أوغندا : أشادت اليوم مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز ("إيه إتش إف")، وهي أكبر منظمة في العالم لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / مرض الإيدز، بالجهود البطولية التي بذلتها حكومة أوغندا في السيطرة بنجاح على تفشي مرض الإيبولا الناجم عن فيروس السودان (وهي سلالة نادرة من هذا الفيروس)، غداة قيام وزيرة الصحة الاوعندية الدكتورة جين أسينج بالإعلان رسمياً أن البلاد أصبحت خالية من فيروس إيبولا وذلك خلال فعالية أقيمت احتفالاً بنهاية تفشي الفيروس. ويأتي هذا الإعلان بعد مرور 42 يوماً من دون تسجيل حالات نشطة في هذه الدولة الواقعة بشرق أفريقيا، تماشياً مع المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وقال مايكل وينشتاين، رئيس مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز في هذا السياق: "أشيد بجهود أوغندا لسيطرتها الفعالة على هذه الجائحة بالرغم من حقيقة أنها اجتاحت أكبر مدنها. يمكن للبلدان الغنية التي تتمتع بوفرة من الموارد أن تتعلم الكثير من تجربة أوغندا".
بدأ انتشار هذا الوباء منذ حوالي أربعة أشهر، وقد أصاب خمس مقاطعات، تشمل موبيندي (بؤرة تفشي الفيروس) وكامبالا، ما أدى إلى 143 حالة إصابة مؤكدة و55 حالة وفاة- ستة منهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وكانت هذه المرة الثامنة التي تواجه فيها أوغندا تفشي فيروس إيبولا منذ انتشاره في العام 2000، حين شهدت البلاد الظهور الأول والأكثر فتكاً لفيروس إيبولا الذي تسبب بوفاة أكثر من 200 شخصاً.
ومن جهتها، قالت الدكتورة بينينا لوتونغ، رئيسة مكتب "إيه إتش إف" في أفريقيا: "نحيي جهود الحكومة وطاقم الرعاية الصحية على أدائهم المتميّز في مواجهة تحديات هذا الفيروس من جديد، في ما يبرهن أنه عندما نعمل بشكل منسق ونضع الأنظمة الصحيحة في مكانها الصحيح، يمكننا مكافحة المخاطر التي تهدد الصحة العامة بشكل فعال". وأضافت: "أظهرت أوغندا ريادة ملحوظة في الاستجابة لفيروس الإيبولا من خلال تحسين أنظمة المراقبة والإنذار، وبناء قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية للاستجابة على وجه السرعة للحالات الطارئة، وتعزيز آليات اقتفاء أثر المخالطين والروابط، وحشد الدعم المقدم من الشركاء، وتعزيز التوعية والانخراط المجتمعي – والتي شكّلت جميعها عاملاً حيوياً ساعد على تحقيق النجاح".
وأشار هنري ماغالا، المدير الإقليمي للبرنامج "إيه إتش إف أوغندا كيرز" في هذا الصدد: "يعدّ هذا الأمر مهماً جداً جداً بالنسبة لنا كبرنامج إقليمي. يسرّنا أننا ساهمنا في دعم استجابة الحكومة في خلال فترة تفشي الفيروس من خلال حملات التوعية الإعلامية حول الوقاية من فيروس الإيبولا ومكافحته، والمساهمة في دعم نشر فريق العمل الوطني بعد تدريب 19 من موظفي ’إيه إتش إف أوغندا كيرز‘ كمرشدين من قبل وزارة الصحة".
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز ("إيه إتش إف") خسرت في عام 2014 اثنين من أطبائها غرب إفريقيا خلال تفشي فيروس الإيبولا بين عامي 2014 و2016، وواصلت المؤسسة الدعوة إلى تحسين أنظمة الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة القائمة على المساواة والتعاون المتبادل على مستوى العالم، إلى جانب دعم الجهود الحكومية من خلال قدرات مختلفة عبر 45 دولة تعمل فيها. ويبرهن هذا النجاح الذي حققته أوغندا من جديد أن ثمة دروساً يمكن تعلمها من القارة الأفريقية في مجال احتواء حالات الطوارئ الصحية العامة وتجنّبها والاستجابة لها.