مُنيت أسواق الأسهم الخليجية بخسائر قياسية خلال الربع الأول من 2020 بلغت نحو 485 مليار دولار، ما يعادل 16% من قيمتها السوقية، وذلك نتيجة الهلع من تداعيات الانتشار الواسع لفيروس كورونا في معظم دول العالم ودول الخليج، وإغلاق الشركات في معظم القطاعات الاقتصادية، واتجاه الاقتصاد العالمي إلى ركود كبير لم يشهده منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي ضوء هذه الأحداث السلبية المتسارعة، من المتوقع أن يسجل الاقتصاد العالمي خسائر بحدود 5 تريليونات دولار، وبالتالي انهيار أسعار النفط بأكثر من 60%، نتيجة الانخفاض الحاد في الطلب على النفط المقدر بحوالي 25 مليون برميل يوميا.
انتعاش حذر
وعلى الرغم من الخسائر الحادة للأسواق في الربع الأول من العام الحالي، بدأت أسواق العالم ومعها أسواق الأسهم الخليجية بالانتعاش الحذر، مع بعض الاستثناءات في الخليج، مثل بورصة الكويت التي عمقت خسائرها لاسباب تتعلق بتأجيل المرحلة الاخيرة من ترقية السوق الى سوق ناشئ، بالاضافة الى تداعيات الازمة الاقتصادية والمالية على الشركات.
وكان لخطط التحفيز الاقتصادي التي اعتمدتها جميع الدول ومنها دول الخليج، والتي بلغت قيمتها أكثر من 8 تريليونات دولار، لإنقاذ الاقتصاد العالمي والشركات والوظائف، الأثر الإيجابي على اداء أسواق الأسهم، حيث هدأت من هلع المستثمرين وخففت من مستوى التذبذب في أداء الأسواق، ولكن مدى طول فترة الأزمة ونجاح التدخلات الحكومية والبنوك المركزية سيتحكم بسلوك المستثمرين في الفترة المقبلة.
واستطاعت أسواق الأسهم الخليجية خلال الأسبوع الأول من أبريل الجاري وحتى 9 منه، تعويض بعض من الخسائر التي لحقت بها في الربع الأول من السنة، حيث ربحت قيمتها السوقية الإجمالية حوالي 155 مليار دولار، اي ما يعادل 30% من الخسائر الناتجة عن أزمة فيروس كورونا، لتسجل قيمتها السوقية الإجمالية 2.65 تريليون دولار، حيث ساهمت سوق الأسهم السعودية بحوالي 136.5 مليار دولار من الارتفاع، وربحت بورصة قطر 13 مليار دولار، واسواق الاسهم الاماراتية ربحت 10 مليارات دولار، بينما خسرت بورصة الكويت 4 مليارات دولار لتتعمق خسائرها منذ بداية السنة الى 32 مليار دولار.
بورصة الكويت
وعلى صعيد مؤشرات بورصة الكويت، فقد خسر مؤشر السوق العام منذ بداية السنة وحتى 9 ابريل الجاري، حوالي 26.8% ومن الملاحظ انخفاض تذبذب السوق منذ 30 مارس ولكن السوق استمر في خسائره خلال الاسبوع الأول من شهر ابريل، حيث خسر 4.7% وبعد ان كان وصل الى ادنى مستوى له في 18 مارس لم يستطع السوق الا الارتفاع فقط بنسبة 3.43% من ادنى مستوياته نتيجة الضغط من انهيار أسعار النفط وتراجع احتمال الاتفاق من قبل أوپيك وشركائها على خفض الإنتاج بحوالي 10 ملايين برميل يوميا، بالإضافة الى تأجيل ترقية البورصة الى مرتبة الأسواق الناشئة على مؤشر MSCI للأسواق الناشئة من شهر مايو الى شهر نوفمبر من السنة الحالية.
أما مؤشر السوق الأول فكانت خسائره اكبر، حيث خسر منذ بداية السنة 30% ولم يستطع تعويض الا جزء بسيط من خسائره بارتفاعه 5.4% من ادنى مستوى سجله خلال السنة.
أسواق الإمارات
أما على صعيد اداء المؤشرات، فلايزال سوق دبي المالي في صدارة الخاسرين بين الأسواق الخليجية نتيجة تعرض الاقتصاد بشكل اكبر لشلل القطاعات الاقتصادية الحيوية كالتجارة والسياحة والنقل والتجزئة والعقار وتأجيل معرض اكسبو 2020، حيث خسر منذ بداية السنة الحالية 33.8% ولم يشهد المؤشر انتعاشا ملحوظا منذ بداية أبريل الجاري، إذ ربح فقط 3.3%، بينما ارتفع عن ادنى مستوى سجله في 5 ابريل بنسبة 8.8%، بعد ان كان انخفض عند أدنى مستوياته بنسبة 39%، وبالتالي بلغت خسائر القيمة السوقية منذ بداية السنة 27 مليار دولار.
بينما مؤشر سوق ابو ظبي للاوراق المالية، فكان اداؤه افضل، حيث قلص خسائره منذ بداية السنة الى 19% بعد ان ارتفع بنسبة 24% عن ادنى مستوياته التي سجلها في 17 مارس الماضي، وربح 10% في اول اسبوع من شهر ابريل.
السوق السعودي
أما سوق الأسهم السعودية فبعد ان خسر 29% حتى ادنى مستوى سجله مؤشر تداول في 16 مارس 2020، استطاع السوق تعويض نصف خسائره وارتفع بنسبة 18% منذ ذلك التاريخ لتتقلص خسائره منذ بداية السنة وحتى 9 ابريل الى 16.5% وبخسائر بلغت 254 مليار دولار منذ بداية السنة.
وبالتزامن مع هذه الخسائر فقد خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز» المركب لدول مجلس التعاون S&P GCC ما نسبته 18% بعد ان كانت وصلت خسائره عند ادنى مستوى الى 28% وبالتالي ارتفع بنسبة 15% من ادنى مستوى في 16 مارس 2020.
The post البورصة تعمق جراحها.. 32 مليار دولار خسائر من بداية العام appeared first on مجلة سيدات الأعمال.
للمزيد من التفاصيل اضغط هنا : https://bit.ly/2wxtkbz