إنّها كائنٌ حيّ واسع الانتشار وتُعدّ السبب البكتيري الأكثر شيوعًا لالتهاب البلعوم الحادّ إذ إنّها تشكّل ما يصل إلى 30% من حالات الإصابة لدى الأولاد . وتُسجَّل سنويًا في الولايات المتحدة أكثر من 10 ملايين حالة من حالات عدوى البكتيريا العقديّة من المجموعة أGAS التي تصيب الحلق في الأصل والبشرة السّطحيّة والتي تكون غير مؤذية . وخلال فصل الشتاء والربيع ، يكون ما يصل إلى 20% من الأولاد في سنّ المدرسة والذين لا تظهر أي أعراض عليهم ، حَمَلةً لهذه العدوى. ويُمكن أن تظهر الأعراض على شكل التهاب الحلق ، والحمّى ، والطفح الجلدي ، وتضخّم اللّوزتَين ، والصّداع . كما أنّ العدوى تتسبّب بالتهاب الهَلَل cellulitis ، وقد تؤدّي إلى الإصابة بالتهاب السّحايا ، والالتهاب الرّئويّ ، وتجرثُم الدّم . ويُمكن أن يأتي التِهاب كُبَيبات الكُلَى الحادّ Acute glomerulonephritis نتيجةً لهذه العدوى .
في هذا الإطار، يُعتبر انتشار القُطَيرات التنفّسيّة الوسيلةَ الرئيسيّةَ لانتقال العدوى ، ولقد تم توثيق حالات تفشّي العدوى عن طريق الغذاء والمياه أيضًا . بناءً عليه، ولغايات التشخيص، من المهمّ إجراء فحص دم بالإضافة إلى القيام بزرع خلايا من الحلق throat culture . وتتجلّى متلازمة الصّدمة التسمّميّة Toxic Shock Syndrome بالإصابة بصدمة شاملة وفشل وظائف أعضاء متعدّدة وتوقّف التنفّس . وفي بعض الحالات ، يكون الفشل الكلويّ الحادّ والعلامات التي تظهر على الجلد متّصلَين بهذه العدوى.
أما العلاج فيكمُن في الـ "بنسلين " penicillin (أو الـ " إريثرومايسين " erythromycin إذا كان المريض يتحسّس من الدواء الأوّل) وتُعتبر الوقاية مهمّةً من خلال تنظيف اليدَين والتقليل من الاحتكاك بالنّاس عن قُرب . وتجدر الإشارة إلى أنّه ليس هناك أي لقاح بعد ، وأنّ شخصًا واحدًا من أصل 10 آلاف شخص يُعانون من هذه الحالات، يلقى حتفه في نهاية المطاف .
http://bit.ly/2TNiCYS