حسین مرتضی-
على طريق انهاء معاناة النازحين السوريين في مخيم الركبان في عمق الصحراء السورية، مشت بجلها نحو اعادة الاهالي الى حضن جيشهم ووطنهم، محاولة رسم مساحات جديدة من العمل الانساني الذي يغلق السماء على المعتدين من محليين واقليميين ودوليين، كان اخر تلك الخطوات الترحيب المشترك السوري الروسي،
عبر رؤساء مقار التنسيق، في بيان مشترك، حيث تطلع الرؤساء في بيان لهم إلى استمرار المشاركة مع الأردنيين في تنفيذ مبادرات إعادة اللاجئين السوريين وإزالة مخيم الركبان في أقرب وقت.
في ظل كل هذا الغبار القادم من الصحراء السورية حول مخيم الركبان، تأتي كجزء من العواصف التي تحيط بالمنطقة من الناحية السياسية والعسكرية، والتي تحاول ضبط ايقاع المنطقة، بالذات بعد استغلال المخيم من قبل قوات الاحتلال الامريكي، ما يدلل على وقاحة السلوك الامريكي، واسلوب الابتزاز الرخيص، ضمن تكتيك الاستغلال السياسي والاعلامي للنازحيين السوريين في عمق الصحراء، والواقعين بين مطرقة العدو الامريكي وسندان داعش الوهابية، ويبرز ذلك واضحا بعد منع تلك المجموعات المسلحة والقوات الامريكي النازحين من الخروج من المخيم نحو مناطق الدولة السورية، وعدم اخبارهم اصلا بوجود الممرات الامنة التي فتحتها الدولة السورية، وفي معلومات خاصة، اكدت الطواقم الطبية التي زارت مخيم الركبان والتي قامت بعملية مسح عشوائية للاهالي في المخيم، ان اكثر من 80 % منهم يتوقون للعودة لقراهم ومنازلهم، وان الممرات الامنة التي فتحتها الدولة السورية راعت كل المعايير التي من شأنه تأمين سلامة كامل الخارجين ونقلهم الى مراكز ايواء مؤقت او الى قراهم و منازلهم.
الاحتلال الامريكي الذي حول مخيم الركبان الى معتقل للاهالي، ومنطلقا للمجموعات الارهابية، استفاد ايضا من هذه البقعة الجغرافية باخفاء قادة تنظيم داعش الفارين من معارك ريف دير الزور الشرقي، والتائهين في الصحراء السورية وصحراء الانبار العراقية، حيث تقول المعلومات ان معظم قادة جماعة داعش قد تم تهريبهم عبر اشخاص من البدو في تلك المنطقة من منطقة ريف دير الزور نحو قاعدة التنف ومخيم الركبان، بالاضافة الى تجميع من تبقى من جماعة داعش في محيط تلك القاعدة، وما يثار من موجة اعلامية كبيرة حول مخيم الركبان، الا ان ممارساة الاحتلال الامريكي تثير القلق في غياب تعاطي اممي من تلك الممارسات في المنطقة، وابتزاز سياسي امريكي واضح للدولة السورية والحلفاء، في حين ان جميع الاهداف الامريكية في تلك المنطقة تتساقط بشكل سريع، نظراً لمعرفتنا جميعا ان الولايات المتحدة الامريكية تنتظر انهاء مسرحية وجود داعش في ريف دير الزور، حتى تتفرد بوجود قاعدة التنف في المنطقة، وان ما يغطيها من الناحية الانسانية هو مخيم الركبان، لذلك مع تفكيك الخيم تخسر الولايات المتحدة الورقة التي تتاجر بها في المحافل الدولية.
إن مخيم الركبان يقيم فيه، وفقا للأمم المتحدة، أكثر من 50 ألف لاجئ، منذ عام 2014، في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، للاجئين السوريين، على طول 7 كيلومترات، بين سوريا والأردن، وما يحتاجه النازحون في تلك المنطقة بشكل فعلي هو وقف المتاجرة السياسية بهم من قبل الولايات المتحدة الامريكية، التي تضعهم ضمن بنك الاوراق السياسية الخاصة بها، وتستخدمهم بحسب استثماراتها السياسية، وهذا ما ترفضه جميع الاعراف الدولية والقوانين الانسانية.