آمال خليل -
لم تحدد أسباب تأجيل محاضرة الأديب المصري يوسف زيدان، التي كانت مقررة غداً السبت في «مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي» برعاية النائب ياسين جابر وبدعوة من المنتدى وجمعيات عدة. إلى موعد غير مسمى أيضاً، تأجّل الاحتفال الذي كان مقرراً أمس في بيروت على مسرح «جمعيَّة التخصّص والتوجيه العلمي» لحوار مفتوح معه يعقبه توقيع عدد من مؤلفاته، بدعوة من «الحركة الثقافيَّة في لبنان» و«دار الأمير للثقافة والعلوم». السبب الأكثر وضوحاً قد يكون مرتبطاً بالجدل الذي رافق مواقف الحائز جائزة «بوكر» العربية، حول مواقفه من التطبيع وزيارة الكيان الصهيوني. الضجة سبقت وصول صاحب رواية «عزازيل» إلى الحاضرة الجنوبية. أحد متابعيه على صفحته على موقع فايسبوك، لم ينتظر موعد المحاضرة. وجّه له قبل أيام، سؤالاً عن ازدواجية «زيارة المدينة الجنوبية التي قهرت إسرائيل وأرغمتها على الانسحاب وأنت معروف عنك ملاطفتك للإسرائيليين ومجاملتهم، وداعياً للتطبيع معهم سعياً للحصول على جائزة نوبل؟».
السؤال استفزّ صاحب المواقف الإشكالية، فأفرد بياناً مطولاً وجّه من خلاله توضيحات للسائل ولمن ينتظرونه في جوار فلسطين المحتلة. حيا زيدان «الجنوب البطل الذي حقق ما عجزت عنه الحكومات العربية التي زعقت في العلن بالقضية الفلسطينية وباعتها في السر. وأنا أعتز بانتصاره على الآلة العسكرية الإسرائيلية الغشوم». وعن اتهامه بالدعوة للتطبيع، نسبها لـ«الأبواق الإعلامية الخداعة» وأكد أنه «لم يدعُ يوماً للتطبيع مع إسرائيل ولا أستعمل أصلاً كلمة تطبيع ملتبسة الدلالة. إنما قلت إن التفاعل العربي العلني والخفي مع إسرائيل في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية من دون المجال الثقافي (وهو المجال الوحيد الذي يتفوق فيه العرب على إسرائيل) هو موقف غير رشيد. ولهذا دعوت المثقفين العرب والمصريين لإعادة النظر في موقفهم، وأعلنت التزامي التام بما سينتهي إليه رأيهم». لكن بيان زيدان لم يقنع كثيرين، خصوصاً أنّه قال في مقابلة تلفزيونية حديثة: «أذهب إلى إسرائيل بدافع خدمة البلد».