في اهدن دير مار سركيس وباخوس البطيريرك اسطفان الدويهي مرّ من هنا ....
زينا خليل معوشي -
في مقابل عدم العثور على أي وثيقة تشير الى تاريخ بناء الدير، فإنّ المعلومات تؤكّد أنّه شيّد على أنقاض معبد كنعاني منتصف القرن الثامن، ورمّم عدّة مرات: في عهد الأب بولس يمين عام 1404 والمطران فرحات عام 1556 والمطران بولس الدويهي عام 1659 والخوري ميخائيل الدويهي عام 1670، والبطريرك إسطفان الدويهي عام 1690: "... لما كان تاريخ سنة ألف وستماية وتسعين للمسيح كان تجديد دير مار سركيس – رأس النهر وذلك أنّ العمارة القديمة كانت على قناطر من التحتي والعلي وبعدما تزعزعت رمّمها إبن عمنا المطران بولس المرحوم مرتين وبعد منه سكن في الدير إبن أخينا الخوري ميخائيل ورمّم قناطره في زمانه... فوضعنا يدنا عليه وأرجعناه الى ما كان أولاً...".
في منتصف القرن الثامن عشر أوقف الدير للرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة في أول أيلول عام 1739 بعد أن كانت عائلة الدويهي تهتم بالدير: "... وجه تحرير الأحرف هو أنّنا سلّمنا ديرنا مار سركيس- رأس النهر في قرية إهدن وجميع ما يملك من أثاث وأملاك ومن عامر ودواثر وكل شيء من الوقاف الباينة... وصار الوضع بأسره للرهبانيّة المذكورة...".
في حقبة تاريخية لاحقة شهد الدير ورشة ترميم وفي عهد الأب سمعان عريض (1742-1752)، ووسع بناء الدير وجدّد القسم القديم الذي "كان يتألّف من قبو الكلار والمائدة والمطبخ... ومن الحارة الغربية والطبقة السفليّة من بناء البطريرك اسطفان الدويهي". وفي عهد الأب روفائيل الحنش الإهدني (1761-1770) " بنيت حارة القز في العودة بقرب الدير في زمان رئاسة الأب العام توما الحاج موسى"، وجدّده عام 1767 الأب الحنش وفق التاريخ المدوَّن على لوحة رخامية تعلو إحدى جدرانه ".
وشيّد الأب مكسيموس الكوسا ( 1856-1863) "الطبقة الأولى من الدير فوق قبوي الكلار والمائدة...".
أما الأب يوحنا طيون عام 1893 فهدم بناء الدير القديم وشيّد عقداً كبيراً يتكون من 6 عقود صغيرة مصلَّبة، وشيّد المعلم بولس الشدياق الإهدني عقداً أنبوبياً في محاذاته يستخدم لربط المواشي، وجدد الأب سمعان عاقله عام 1911 الطبقة الأولى. وفي عهد الأب جبرايل الشدياق استؤنفت أعمال الترميم ليتألق اليوم بحلة جيدة .