خليل صويلح -
قبل سبع سنوات، صدر العدد الأول من مجلة «جدل»، ثم أوقفتها الحرب! وها هي تعود إلى الساحة بعد غيابٍ قسري. تتطلع المجلة التي تصدرها «دار نينوى» في دمشق، فصليّاً، ويديرها أيمن الغزالي، إلى إعادة ترميم المشهد الثقافي السوري المستقل بما ينقصه، بإثارة أسئلة جديدة تواكب اللحظة الراهنة وما بعدها، فكرياً وبصرياً، نحو ذائقة مغايرة لم يصبها العطب وكسل التلقي. مغامرة أولى في الخروج من النفق، لضخّ أوكسجين جديد في الساحة، باستقطاب أسماء عربية مهمّة، وعناوين لافتة تتجاوز اليومي والعابر لتأصيل جدل خلّاق خارج التجاذبات الضيّقة. يعترف أيمن الغزالي بأن محاولة نفض الغبار عن مشروعه الذي أُجهض في المهد «محاولة انتحار أخرى في مجتمع لا يقرأ»، لكنه مصرّ على المضي إلى الأمام كمساهمة في صوغ أسئلة تواكب وتواجه وتجادل زمناً ضبابياً بكشّاف فكري مختلف. يفتتح العدد بملف بصري تحت عنوان «جرائم الشرف» بعدسة حسين صوفان، وقراءات في أسئلة الحداثة وما بعدها: سيرة عصر عصي على التصنيف (إيهاب حسن/ ترجمة أسعد حسين)، وأسئلة الحداثة وما بعدها (علي حسن الفوّاز)، وبلاغة الفراغ في سياق ما بعد حداثي (إبراهيم محمود)، وعمارة ما بعد الحداثة: قلق الحضور وهاجس الهوية (سوسن الحلبي)، وفي باب الفنون نقرأ: كوكب الوجد أم كلثوم: الصراع بين التربية الصوفية والوثبة النهضوية (أسعد عرابي)، وبورتريه محمد ملص (خليل صويلح)، وعود وعوّادة وسمّيعة (نبيل اللو). في الدراسات، يكتب فيصل درّاج «البطل المنتصر بين أسطورة الحق وأسطورة التقدّم»، وياسين النصير «جدلية العلاقة بين الثقافة والديمقراطية»، ومنذر العياشي «الشعر الحديث بين فضاء الخلق وإبداع التلقي»، ومحمد صابر عبيد «تشكّلات العقل الثقافي والعمل الأدبي». ويحاور أيمن الغزالي الباحث العراقي خزعل الماجدي حول عمله في الأسطورة والعقل الغيبي. وفي باب «أمكنة»، يتجوّل نعيم مهلهل في مدينة طنجة مقتفياً أثر محمد شكري.