بعيداً من الطابع الإجتماعي لزيارة الوزير السابق اللواء أشرف ريفي لدارة الوزير فيصل كرامي في طرابلس في الأيام القليلة الفائتة، فهي جاءت لإبلاغ الأول نية الأخير وعزمه على الترشح عن المقعد النيابي السني الخامس في عاصمة الشمال، بعدما طعن المجلس الدستوري بنيابة ديما جمالي، ومحاولة ريفي معرفة إتجاه بوصلة كرامي الإنتخابية، الذي أكد بدوره التزامه وفريقه السياسي بالمرشح طه ناجي، مادام ينوي خوض غمار الإنتخاب المزمع إجراءه منتصف الشهر المقبل، أو أي مرشح آخر يتوافق عليه هذا الفريق، وإذا عدل ناجي عن الترشح، كذلك لم يكن لدى حلفائه رغبة في خوض معركة إنتخابية في الفيحاء، عندها لكل حادث حديث، وقد لا يكون كرامي بعيداً عن ريفي، اللذين تربطهما علاقة إجتماعية جيدة، رغم الإختلاف السياسي بينهما، بحسب ما تؤكد مصادر طرابلسية عليمة. وتعتبر أن الشرط الأساس لدعم تيار الكرامة لوزير العدل السابق، في حال إنسحاب مرشح المشاريع الخيرية الإسلامية وحلفائه من المعركة الإنتخابية، هو تخفيف الأول من حدة خطابه، مع إحترام كرامي الكامل لحق الإختلاف مع ريفي في المواقف والتوجه والنهج والعلاقات، ودائماً برأي المصادر.
وكشفت معلومات أن ريفي قد ينسحب من السباق الإنتخابي، في حال طلب منه ذلك الرئيس سعد الحريري في شكلٍ مباشر، ويعمل على خط الوساطة بينهما، الوزير السابق رشيد درباس، الذي طلب منه رئيس الحكومة الإستماع لوزير العدل السابق، من دون أن يتجاوب زعيم التيار الأزرق لطلب الأول حتى الساعة، وفي حال لم يلب الحريري طلب ريفي، فهو مستمر في خوضه غمار الإنتخاب، ودائماً بحسب معلومات المصادر.
وما يعيد خلط الأوراق بقوة في الإنتخاب المرتقب، هو إحتمال دخول الدكتور محمد نديم الجسر على خط المعركة، وهو حليف الرئيس نجيب ميقاتي، وقد يحرجه، ويضعف موقفه، بعدما أعلن دعمه لمرشحة تيار المستقبل، لما للأول من إحترام لدى الطرابلسيين.
من الصعب جداً إجراء تشريح دقيق للواقع الإنتخابي في طرابلس من الآن، خصوصاً قبل إعلان وزارة الداخلية مهل الترشح وإقفالها، لمعرفة من هم المرشحين الحقيقيين الى الإنتخاب المذكور، وقد يكون من بينهم النائب السابق مصباح الأحدب، بالإضافة الى ناجي والجسر وريفي، بحسب ما ترجح المصادر المذكورة إعلاه. عندها بالتأكيد لن يكون هذا الإنتخاب "نزهه للحريري" في شوارع الفيحاء، والدليل الى إستشعار الأخير بالخوف، هو تحشيد الأمين العام "للمستقبل" أحمد الحريري الشارع ضد حزب الله، ما يعبّر عن خوف من خذلان أهل طرابلس "للأزرق" كما حصل في دوائر عدة في الانتخابات الأخيرة.