عربي21- يؤثر البُن "القهوة" على الدماغ لأنه ينتج إحساسا دائما بالانتباه، وذلك لأنه يحفز الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن يؤدي قطع المشروبات المحتوية على الكافيين من النظام الغذائي، إلى التسبب بحالة صحية تسمى "انسحاب الكافيين".
وبحسب أخصائية التغذية العلاجية أمل حداد، "يصاب الانسان بأعراض انسحاب الكافيين، من أول يوم يتوقف فيه عن شرب القهوة".
وتابعت حداد في حديث لـ"عربي21": "تأتي هذه الأعراض لمن اعتاد على شرب القهوة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، لأنه اعتاد على نسبة معينة من الكافيين، وهذه الأعراض هي الصداع والدوخة والنعاس، وتبدأ بالظهور منذ اليوم التالي لتوقفه عن شرب القهوة، ثم تبدأ بالخفوت تدريجيا، وبعد ثلاثة أيام تختفي بشكل نهائي".
وأوضحت حداد أنه "يتم تسمية شرب القهوة بإدمان الكافيين، حينما يشرب الإنسان من 3 فناجين وأكثر يوميا، أما أقل من ذلك لا يُعتبر إدمان".
من جهته، قال استشاري التغذية العلاجية محمد عبد السلام: "تبدأ أعراض انسحاب الكافيين بالظهور خلال 3 إلى 5 أيام بعد التوقف عن شرب القهوة، وتتفاوت هذه الأعراض من شخص لآخر".
وتابع عبد السلام في حديث لـ"عربي21": "يفرز المخ مادة الكافيين، بالتالي أي كمية تدخل إلى جسم الإنسان عبر شرب القهوة يكون لها تأثير على صحته"، مبينا أن أعراض انسحاب الكافيين تتفاوت من شخص لآخر، اعتمادا على استجابة المخ لتعويض النقص الخارجي، ودرجة تركيز الكافيين في المشروب.
وحول موعد تعرض الشخص لأعراض انسحاب الكافيين، قال عبد السلام إن "المخ يفرز مقدارا معينا من الكافيين، والإنسان يزيد عليه حينما يشرب القهوة"، مشيرا إلى أنه "ينتج عن ذلك أمرين، الأول اعتياد الجسم على المقدار المرتفع، وعند فقده يحدث تأثير سلبي".
وأردف: "الأمر الثاني يقوم المخ بعمل توازن بين الاحتياج وبين المأخوذ من الخارج، وعندها يوقف نسبة من إنتاجه، وهنا تظهر الأعراض حينما يتوقف الإمداد الخارجي"، موضحا أن "تأثير فقد الكافيين المفاجئ يختلف من شخص لآخر، وذلك حسب سرعة استجابة الجسم بتعويض الفرق، أو التأقلم على الكمية المتاحة للمخ".
وفي هذا الصدد، نشر موقع "ستيب تو هيلث" تقريرا أشار فيه إلى بعض العلاجات الطبيعية التي قد تمنع ظهور أعراض انسحاب الكافيين، وتحدث أيضا عن فوائد وقف أو تقليل شرب القهوة.
فوائد الوقف
وقال الموقع إنه "يمكن أن يؤدي خفض كمية القهوة التي نشربها لفقدان الوزن، لأن المشروبات المحتوية على الكافيين تحتوي على سعرات حرارية فارغة وتشجع تراكم الدهون".
أيضا يمكن أن يقلل من ارتداد الحمض، حيث ترتبط حموضة القهوة مع اضطراب الهضم، وعسر الهضم، وعدم التوازن في فلورا الأمعاء، بالإضافة إلى ذلك قد تنخفض مستويات التوتر، لأن الكافيين يزيد من الكاتيكولامين مثل الأدرينالين، وهذه الهرمونات مرتبطة بالتوتر، وفق الموقع.
علاجات طبيعية
وذكر التقرير بعض العلاجات الطبيعية التي قد تساهم في منع انسحاب الكافيين، وهي:
ماء جوز الهند
يمكن أن يساعد ماء جوز الهند في منع انسحاب الكافيين، فهو شراب مغذي وصحي جدا، حيث يحتوي على إنزيمات تساعد على تطهير الجسم، وكذلك الإلكتروليتات التي تعزز الطاقة وتكمل المغذيات.
ويساعد على منع تراجع الصحة الجسدية والعقلية، ما يسمح لك بالبقاء نشطا، كما تحارب ماء جوز الهند الإرهاق والتعب الناجم عن انسحاب الكافيين، واستهلاكه له تأثيرات مشابهة جدا لمشروب الرياضة من حيث الترطيب، ويسبب قدرا أقل من الغثيان، وعدم الراحة، والانتفاخ.
مشروبات بروبيوتيك
تعزز المشروبات التي تحتوي على بروبيوتيك وأهمها لبن الزبادي وحليب الصويا على نمو الفلورا المعوية، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وهي تحفز الجهاز المناعي لتخليص الجسم من السموم وأيضا محاربة أعراض انسحاب الكافيين، وتساعد على تطهير الأمعاء من البقايا.
مشروب الزنجبيل
يشتهر مشروب الزنجبيل برائحة مميزة ونكهة حارة، وهو علاج طبيعي يعزز عملية الهضم، ما يساعد الجسم على تفكيك الطعام بشكل أسرع، ويعزز أيضا تنظيم السكر في الدم، لذلك، بالإضافة إلى السيطرة على الجلوكوز يساعد في بقائك متنبها لفترات طويلة من الزمن.
وينتج مشروب الزنجبيل حركة الامعاء العادية، مما يقلل من خطر الإصابة بالإسهال بسبب الكافيين، فائدة أخرى هي أنه يقلل من مشاكل الذاكرة ويحسن المزاج.
مشروب النعناع
يساعد شاي النعناع في تخفيف الغثيان والصداع والتوتر الناتج عن وقف شرب القهوة الفجائي، ويخفف من التوتر والاضطراب لأنه ينتج حالة من الاسترخاء، ما يساعد على تهدئة العقل عندما يكون مضطربا أو بطيئا، لذلك حينما تشعر بآثار انسحاب الكافيين اشرب كوبا من شاي النعناع.
مشروب البابونج
يتميز مشروب البابونج برائحته وطعمه المر، وفيه العديد من الفوائد الصحية الجسدية بسبب خصائصه الهضمية، وهو طارد للريح، ومهدئ، ومضاد للتشنج، ويخفف التوتر والقلق، لذلك فهو مثالي للتخلص من أعراض انسحاب الكافيين، لأنه ينظم مستويات الطاقة العالية.
في المقابل، قالت اختصاصية التغذية العلاجية أمل حداد ردا على ما ذكره التقرير: "يمكن أن تفيد هذه الأطعمة، ولكن ما زال أمر تأثيرها غير مثبت علميا ولم يتم دراسته بشكل وافي".
وختمت حديثها بالقول: "الأفضل هو التوقف عن شرب القهوة بشكل تدريجي وليس فجائي، وتعويض الفقد في البداية بمشروب يحتوي كافيين لكن بنسبة أقل مثل الشاي الأحمر أو الأخضر".
بدوره، قال استشاري التغذية العلاجية محمد عبد السلام: "يُفضل أولا عدم تثبيت مواعيد محددة لشرب القهوة، مع زيادة تناول الخضروات والفواكه الطازجة، وتناول حلوى النعناع والمكسرات".
ونصح عبد السلام "بعدم التوقف فجأة عن شرب القهوة بل التدرج في ذلك"، مضيفا: "كون الكافيين يُفقد الشهية، يجب على الشخص حينما يتوقف عن شرب القهوة مراقبة غذائه لأن ابتعاده عن الكافيين سيسبب له فتح في الشهية، لذا يجب عليه التركيز على الأطعمة منخفضة السعرات".
http://bit.ly/2JaWzqg