لارا الهاشم -
في الأسبوع الثالث من الشهر الحالي يستضيف لبنان القمة العربية الاقتصادية بعد انقطاعها لدورتين و التي باتت ترتيباتها شبه منجزة أمنياً ولوجيستياً وإعلامياً. ستُعقد القمة في حضور الرؤساء العرب و غياب الرئيس السوري بشار الأسد بسبب تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، التي يعود لها قرار إعادة تفعيل العضوية بمعزل عن البلد المضيف.
بحسب مصادر سياسية على علاقة وثيقة بالحكومة السورية ل tayyar.org تبدو سوريا عاتبة على موقف لبنان الذي تصنّفه المصادر "بالمتردّد والمتراجع" وقد أثارت عدم دعوتها إلى القمة الإقتصادية حساسيتها كونها تُعقد في بيروت. أولاً لخصوصية العلاقة بين البلدين وثانياً بسبب الانفتاح العربي المستجد تجاه سوريا بعد محاولة إسقاط نظامها بكل الوسائل المتاحة، وسط تحفّظ لبناني مستمرّ رغم إبقائه على علاقته الدبلوماسية مع سوريا. تعلم المصادر أن لبنان ليس المعني بالدعوة بالشكل القانوني و أن الانقسام الداخلي السياسي هو الذي حال دون اتخاذ موقف أكثر صرامة قد يزعزع الوضع خاصة في ظل التأزّم الحاصل أصلا حكومياً. لكنها تعتبر أن "إعادة الدفئ إلى العلاقة اللبنانية - السورية أساسية إلا أنها تتم بخطوات متقطعة لم تضع العلاقة على السكة الصحيحة. ما تنتظره سوريا من لبنان أقلّه أن يبادر وبشكل رسمي على مستوى رفيع إلى شرح وجهة نظره وموجباتها خاصة أن سوريا صارت اليوم بمركز قوة بدأ يُترجَم سياسياَ واقتصادياً أما الأهم فهو أن تتم هذه الخطوة في العلن. علماً أن كيفية التعاطي معها اليوم ستؤثر على شكل العلاقات العربية – العربية واللبنانية – السورية لاسيما أنها سبق وأرسلت إشارات سياسية سلبية واضحة بقرارها القضائي الذي وضع سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع على لائحة تمويل الإرهاب".
إعادة إعمار سوريا ستشكل القضية المركزية التي ستناقشها القمة العربية كونها تحدّد أولويات مباحثاتها وفقا للقضية العربية الأساسية. فمنذ عشر سنوات عقدت في الكويت تحت عنوان "انعكاسات أزمة ال 2008 على العالم العربي". في ال 2011 تركّز عنوان القمة على كيفية إعمار العراق. أما اليوم فالسباق العربي هو على إعادة إعمار سوريا بدليل اعادة فتح الإمارات لسفارتها في دمشق وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير للرئيس السوري بشار الأسد وعلى ما يبدو فإن المملكة العربية السعودية ستخطو خطى مشابهة بدليل بدء هبوط الطيران السوري في مطارات جدة والرياض.
يعتبر مصدر إقتصادي عبر tayyar.org أن الإنعكاسات الإيجابية المباشرة للقمة الاقتصادية على لبنان، ستكون أعلىبدرجات في حال حضرت سوريا، بغض النظر عن القرارات التي ستخرج بها القمّة. كون سوريا هي المعنية الأولى بعنوان القمة. فلبنان يحتاج إلى تزخيم العلاقات الرسمية وتفعيلها مع سوريا،
لتشرَّع أمامه أبواب إعادة الإعمار في وقت باتت فيه الأفضلية للأردن التي وقعت عقوداً مع سوريا بعد إيفادها ثلاثة وفود وزارية و أربعة وفود نيابية وصناعيين ومهنيين وإقتصاديين. علماً أن الأردن نفسها سمحت سابقاً بفتح غرفة عمليات لشن هجومات إرهابية على سوريا عند الحدود بين البلدين. كما أن سوريا تشكّل ممراً إلزاميا لجميع خطوط الترانزيت، من لبنان إلى سوريا ومنها إلى الأردن و إلى السعودية وحتى تركيا لتصريف البضائع وتنشيط حركة نقل السيارات والتجارة على أنواعها. وما لا يقلّ أهمية عن الجدوى التجارية هو ملف عودة النازحين السوريين الذي يتعرّض للإبتزاز من قبل بعض الدول والجهات لثنيهم عن العودة، والذي بمجرّد فتح القنوات بين لبنان الرسمي وممثل سوريا في القمة العربية، سيضعه على السكة الصحيحة، ولو أن الجهود الأمنية التي بُذلت في هذا الإطار من قبل الأمن العام اللبناني لا يستهان بها.
في هذا الإطار و بحسب المصدر، يبذل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مساعٍ حثيثة رافضاً الكشف عن تفاصيلها، من المفترض أن تظهر نتائجها في الأيام القليلة المقبلة. أما حضور الرؤساء العرب بحد ذاته إلى لبنان فسيعيد ثقتهم بالدولة التي ستثبت حضورها القوي بدءاً من رأس الهرم وسيشجّع الرعايا العرب على زيارته، كما سيفتح آفاق استثمار وتجارة أمام الأسواق اللبنانية في المستقبل.
http://bit.ly/2F9MqHo