recent
أخبار ساخنة

غريبٌ أمرك يا "باسيل" (شربل فرنسيس)

الصفحة الرئيسية


أدرتُ التلفاز، بعد انقطاعٍ طوعيّ عن السياسة وأخبارها بسبب الأعياد، علّني أجد شيئًا قد تغيّر في البرامج السياسيّة، أو لعلّ محطّات التلفزة قد انتقلت معنا إلى عام جديد، وخلعت عنها ثوب السأم، والمَلَل والضجر واجترار المواقف والأحكام المُسبقة على "باسيل". وكم تفاجأت بأنّ الزمن قد توقّف عند أعتاب هذه المحطّات المُنساقة لأحقادها، وللبترودولار يرنّ في غرف إعداد برامجها السياسيّة. 
 
ولعل أوّل ما سقطت عيناي عليه مُحاور يستدرج مضيفه ليشتمَ التيار الوطنيّ الحرّ، ويحمّل العهد مسؤولية الأوضاع الراهنة. قلّبت المحطّة علّني أجد جديدًا، فانتصب قبالتي أهيَفٌ لا شيء يُكلّل صلعته سوى بصمات دولارٍ لصيق ضميره الغائب غياب منطقه، وقد انبرى يتهجّم على العهد، ويُسقط ما في فيهِه من سمومٍ تحاول أن تُفقد ثقة شعب لبنان العظيم بدولته، ويسعى إلى سلب ما تبقى من أملٍ في نفوس الوطنيين الأحرار، ولاحظت أنّ دناءة نفسه تمنعه من أن يشعر بالقليل من المسؤوليّة الوطنيّة، وهو مستعدٌّ لأن يُعطّر شرفه المفقود بالعمالة لأيّة سفارة، شرط الدفع المُسبق. 
 
عقدت العزم على تغيير المحطّة مُجدّدًا، وإلى قناة أخرى دُرّ، لربّما العيد قد زارها، وترك مسحة أملٍ ومحبّة وتسامح في نفس مدير أخبارها، فأشعر فعلاً بأنّ للعيد معنى في وطني. يا لهول ما شاهدت وما سمعت، ("جبران باسيل" سيكون السبب الرئيس في نهاية العالم.) هكذا أفتى أحد الأشاوسة المُحلّلين، والحزم بادٍ على وجهه.
 
 يا إلهي!! ألهذه الدرجة يمكن أن يصل الحقد عند البعض؟ 
 
تريّثت قليلاً علّني أقتنع بألأسباب الموجبة لتحليله وتعليله وتمنطقه اللامنطقيّ. ولأكون مُنصفًا بحق المحاور(ة) أشيرُ إلى أنّه كان يتنقّل بلباقة من ملفٍّ إلى ملفّ، دون أن يُكلّف نفسه عناء سحب الكذبة، أو الشتيمة. ولحظت غنًى وتنوّعًا في المواضيع المطروحة، رغم أن النتائج محسومة سلفًا. ففي الملفّ المعيشي "باسيل" هو المُمسك به لذا لم نر أيّ تقدّمٍ فيه، وفي الشأن النفطي "باسيل" هو المستفيد الأوحد من الملفّ، وفي الكهرباء "باسيل" أوصلنا إلى ما نحن عليه من انقطاع للكهرباء. في الشأن الحكومي، لولا مطالب "باسيل" لتشكّلت الحكومة منذ أشهر،وفي السياسة الخارجيّة "باسيل" هو المُقرّر، وعرقلة العهد وراءها "باسيل"الذي يخطّط للرئاسة، أمّا في ما يتعلّق بالشؤون الحياتيّة المطلبيّة فـ"باسيل" يقف دون تحقيقها، وقرارات البلد الكُبرى يضعها "باسيل"، حتّى العجز الماليّ المتراكم منذ عشرات السنين سببه عجز "باسيل" عن وضع خطّة ماليّة سليمة للدولة، وغيرها وغيرها من الملفّات التي يقف خلفها "باسيل"... 
 
لم أصدّق أنّ أحدًا يُصدّق هؤلاء الأغبياء المُنساقين بأحقادهم. 
 
أحقًّا وصل غسل الدماغ إلى هذه الدرجة من الإستخفاف بعقول اللبنانيين؟ 
 
ألهذه الدرجة بتنا نفتقد حسّ المسؤوليّة السياسيّة، في وطنٍ انحدر فيه العمل السياسي إلى مستوى الكذب والخداع والتضليل؟ 
أحقًّا نسي هؤلاء أنّنا نعاني ما نعانيه نتيجة تسليمهم شؤون البلاد والعباد إلى الوصيّ، وعاثوا هم وأسيادهم خرابًا ودمارًا وفسادًا وإفساداً بالدولة وللمؤسساتها؟ 
 
أمّ أنّ "باسيل" أصبح محور الحياة السياسيّة في لبنان، وفرض نفسه على الساحة الفارغة إلاّ من المنظّرين، والفاشلين، والفاسدين والمُفسدين الذين يحاولون أن يُلصقوا تاريخهم الأسود بـ"باسيل" فهم لا يستطيعون أن يكونوا مثله ديناميكيين في العمل السياسيّ، خلاّقين في اجتراح الحلول، ساعين لإنقاذ ما تبقّى من هيبة للدولة وللوطن؟ 
 
بالله عليكم أفيقوا من سُباتكم، وعوا ما أنتم فاعلون، فالوضع ما لم يعُد يحتمل أكاذيب واضاليل، واجهوا واقعكم، وعالجوا فشلكم بالتشبّه بـ"باسيل".
وإن كنتم غير قادرين، دعوه يعمل علّه يستطيع أن يُنجز ما فشلتم عن إنجازه مُجتمعين. 
 
أطفأت الجهاز، وأنا مُطمئنّ، فالعهد واعدٌ ومُصمّم على بناء وطن يليق بأولادي، و"باسيل" قادرٌ على ملء الفراغ السياسي في لبنان ريثما يستفيق السياسيون، ويصمت المُحلّلون، ويعود الإعلاميون، والصحافيون، والمُقدّمون المتفوّهون إلى رشدهم.


http://bit.ly/2TtKUCS


google-playkhamsatmostaqltradent