اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان النهوض بالاقتصاد الوطني سيشكل أولوية الحكومة الجديدة التي ستواكب كل الاجراءات الهادفة لتحقيق هذا الهدف، مشددا من جهة اخرى، على اهمية تجاوب كل المؤسسات الصناعية وغير الصناعية والافراد مع الاجراءات المتخذة لمنع التلوث عموما، وتلوث الانهار والمجاري المائية خصوصا، وعلى تطبيق العدالة في اي اجراء يتخذ حماية للبيئة.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد مجلس جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة الدكتور فادي الجميل الذي القى كلمة نقل فيها تحيات الصناعيين اللبنانيين الى رئيس الجمهورية وتمنياتهم لمناسبة الاعياد. وعرض الجميل اوضاع الصناعة في لبنان لاسيما الدعاوى المرفوعة بحق عدد من المصانع في البقاع بتهمة تلويث مجرى نهر الليطاني، فاكد التزام الصناعيين بتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق النمو وخلق فرص عمل، مشددا ايضا على الالتزام بالصناعات الخضراء والشروط البيئية لافتا الى انها عملية تتطلب اكلافا على المدى القصيرعلما ان الصناعي اللبناني ليس بأفضل حالاته، فهو يعاني من صعوبات وعوائق جمة. لذلك يقتضي العمل ضمن منظومة بيئية متكاملة وشاملة، من ضمنها منحه حوافز مادية وتشجيعه على الانخراط الكلي في الالتزام البيئي، ومعالجة الاسباب الاخرى على صعيد الوطن كافةوانشاء صندوق لدعم الطاقة لدى الصناعات التي تستخدم الطاقة المكثفة، حيث ابرز المسح الميداني الذي نشر عام 2010، والذي نفذته وزارة الصناعة وجمعية الصناعيين اللبنانيين، ان نسبة اكلاف الطاقة تشكل عموما 5.7% من سعر مبيع السلع اللبنانية في حين ان نسبة اكلاف الطاقة تتجاوز نسبة 35% من سعر المبيع في عدد من القطاعات المشار اليها، وقد اقترحنا تعديل اسم صندوق دعم الطاقة ليصبح صندوق "المحافظة على فرص عمل الشباب اللبناني في قطاع الصناعات التي تستعمل الطاقة المكثفة".
وقال:"ان جمعية الصناعيين وعت اهمية البيئة واضرار التلوث البيئي، فأنشأت عام 1995 " لجنة التنمية المستدامة والبيئة والطاقة" لمتابعة كافة مواضيع البيئة، وقد ترأس هذه اللجنة صناعيون اختصاصيون، عملوا بجهد ودون كلل في الفترات الصعبة. ووقعت عام 2002 بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة ما زال قائما.
وبغية التركيز والملاحقة ودعم ورفع مستوى الوعي البيئي لدى منتسبي الجمعية والصناعيين كافة، تم انشاء "دائرة البيئة والطاقة عام 2009، ولتعزيز القدرات على تحضير القطاع الصناعي، انشىء بالتعاون مع الاسكوا " مكتب مساندة الانتاج الاخضر" في جمعية الصناعيين اللبنانيين في تشرين الاول عام 2012.
وتحدث الجميل عما تعانيه الصناعة من منافسة غير متكافئة وما تتكبده من اكلاف اضافية في لبنان، وما تتعرض له من استيراد اغراقي، وقال: "بقدر ما يهمنا رفع هذه التحديات، يهمنا ايضا ان نحافظ على ثروتنا البيئية، لذلك نؤكد التزامنا بجدولة حلول للمشاكل البيئية ضمن روزنامة زمنية، بحيث يتم معالجة الامور الخطيرة والضارة اولا، ومن ثم الامور المزعجة، متمنين الحصول على التسهيلات والتمويل الميسر لوضع الحلول والسير في التنفيذ.وكذلك لا يخفى على احد، ضرورة ايجاد حلول نهائية لموضوع النفايات الصناعية وشبكات الصرف الصحي لافتقاد معظم المناطق اللبنانية لها".
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد مجددا تأكيده على أن لبنان يتجه لاعتماد الاقتصاد المنتج بدلاً من الريعي، مشيراً الى أهمية خطة "ماكينزي" في هذا السياق الهادفة الى مساعدة كافة القطاعات للنهوض بالاقتصاد، لافتاً من جهة ثانية الى أن تقريرها أصبح جاهزاً وكان يجب البدء بتنفيذه بعد إجراء الانتخابات النيابية، إلا أن الوضعين السياسي الداخلي والخارجي أثرا على ذلك لاسيما في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة. واشار الى أن ذلك سيشكل أولوية الحكومة العتيدة التي ستواكب كل الاجراءات الهادفة لتحقيق النهوض الاقتصادي المنشود.
ولفت رئيس الجمهورية الى أن الشعب اللبناني هو الداعم الدائم للدولة ولخططها وقراراتها خصوصاً في ما يتعلق بالقضايا المصيرية وعلى جمعية الصناعيين التحرك ايضاً للمساعدة في الاضاءة على اضرار عدم تشكيل الحكومة على الاقتصاد والحض على إيجاد الحلول المناسبة، مؤكداً من جهة ثانية على أهمية فتح معبر نصيب ومردوده الايجابي على الاقتصاد اللبناني.
وركز الرئيس عون على ان المحافظة على البيئة امر اساسي، مشددا على اهمية تجاوب كل المؤسسات الصناعية وغير الصناعية والافراد مع الاجراءات المتخذة لمنع التلوث عموما، وتلوث الانهار والمجاري المائية خصوصا. ولفت الى اهمية تطبيق العدالة في اي اجراء يتخذ حماية للبيئة وعدم التمييز بين قطاع وآخر او مؤسسة واخرى.
كما شكر الرئيس عون الجمعية على تعاونها الكامل مع المسؤولين في القطاعات الاقتصادية المختلفة وعلى الجهود التي تبذلها في سبيل تحقيق ما هو افضل للقطاع الصناعي في لبنان.
سفير الهند
واستقبل الرئيس عون سفير الهند في لبنان سانجيف ارورا SanjivArora الذي عرض معه تفاصيل المبادرة الرئاسية لانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار " في لبنان، والاهداف التي يسعى لبنان لتحقيقها من هذه الاكاديمية.
بطلة لبنان في الرماية راي باسيل
واستقبل الرئيس عون السيدة راي باسيل الحائزة على عدة ميداليات في رياضة الرماية خلال مشاركتها في البطولات على مستوى الشرق الاوسط والعالم وآخرها الميدالية الذهبية في بطولة آسيا، وذلك بحضور رئيس الاتحاد اللبناني للرماية السيد بيار جلخ وزوجها السيد جورج داود ووالديها السيد جاك باسيل والسيدة جوسلين باسيل.
وقد قدمت السيدة باسيل للرئيس عون النجاحات الرياضية التي احرزتها مشيرة الى انها تستعد للمشاركة في الالعاب الاولمبية المقررة في العام 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو.
من جهته، اكد السيد جلخ ان ما حققته السيدة باسيل يثبت ان بامكان لبنان تحقيق نتائج واعدة على اكثر من صعيد رياضي ولا سيما في رياضة الرماية، لافتا الى ما تتطلبه مشاركة لبنان في الالعاب الاولمبية من تحضيرات في شتى المجالات.
من جهته، رحب الرئيس عون بالوفد مثنيا على ما حققته السيدة باسيل من نجاحات تساهم الى جانب غيرها من الانجازات التي يسجلها اللبنانيون في رفع اسم وطنهم عاليا، مشددا على دور الرياضة فيتحقيق التقارب بين الثقافات المتعددة لا سيما من خلال البطولات العالمية وفي تغليب منطق السلام على الحروب والاقتتال.
برقايت تهنئة
الى ذلك، تلقى رئيس الجمهورية برقيات تهنئة بالاعياد من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين وامير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا.
http://bit.ly/2RtPAvk