جوسلين صعب (1948 ــ 2019) التي غلبها المرض في باريس، تنتمي، مثل برهان علوية ومارون بغدادي ورندا الشهال، إلى جيل سينمائي ولد من رحم الحرب الأهليّة اللبنانيّة. بدأت مراسلة حربيّة، ثم درست الاقتصاد قبل أن تصوّر الثوار ومزارعي التبغ والصيادين. وبعد الاجتياح حققت مع روجيه عساف «بيروت مدينتي» (1982). مرحلتها الروائيّة تمتدّ من «عزل البنات» (1985) إلى «دنيا» (2005) الذي صوّرته في مصر مع حنان ترك ومحمد منير. في العام 2008 خاضت تجربة فوتوغرافيّة تجمع بين البوب آرت والسريالية. ثم أطلقت مهرجان «الثقافة تقاوم» الذي جاء امتداداً لخياراتها الابداعيّة الملتزمة. أفلامها المتمحورة حول الحرب والذاكرة والمقاومة والثورة والجسد والرهان التنويري، هي مادة كتاب لماتيلد روكسيل بعنوان «جوسلين صعب، الذاكرة الجامحة» (2015). في رثائها نستعير كلمات إيتل عدنان: لقد كانت «بين الأكثر ذكاء وشجاعة وحريّة في جيلها، بطريقة تفكيرها المتحرّرة التي كلّفتها كثيراً، يوم كان الالتزام مسألة حياة أو موت».
جوسلين صعب... الكاميرا الجامحة
http://bit.ly/2sfBC25