روما، 9 كانون الثاني/ يناير 2019
افتتحت في مبنى الأكاديمية المصرية للفنون في روما صباح اليوم الاجتماع التخطيطي لبرنامج إيكروم أفريقيا الجديد، الذي سوف يستمر خلال الفترة من 9 إلى 11 كانون الثاني / يناير 2019، بمشاركة مجموعة من الخبراء الشباب واليافعين من خمس عشرة مؤسسة مختلفة بهدف مناقشة أفضل السبل لتصميم برنامج تنفيذي لدعم الشباب وكيفية مشاركتهم في التراث ضمن القارة الأفريقية.
وحضر حفل الافتتاح السيد هشام بدر، السفير المصري في ايطاليا، والسيد حسن أبويوب، السفير المغربي في ايطاليا، والسيد ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة ايكروم، والسيد جيوفاني بانيبيانكو، الأمين العام لوزارة الشؤون الثقافية والتراث في ايطاليا، والدكتورة جيهان زكي، رئيسة الأكاديمية المصرية في روما.
ورحب السفير هشام بدر في كلمته الافتتاحية في البداية بالحضور، وأثنى على جهود المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ايكروم) والأكاديمية المصرية للفنون في روما في تنظيمهما واستضافتهما لهذا اللقاء الهام. وقال: "هذا اللقاء يجمع بين عنصرين هامين للغاية، وهما الثقافة بكل ماتحمله من معاني وقيم ورسائل، والشباب". وأضاف: لقد أكد فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على دور الشباب في أفريقيا، كقوة هامة وفاعلة في تحقيق عملية التغيير والتنمية ضمن المجتمع، ومن هذا المنطلق يشكل هذا الاجتماع تجسيداً حقيقيا لهذه الرؤية والنهج الذي يعتمد إلى حد كبير على الشباب".
وحول دور مصر المرتقب كرئيس للاتحاد الأفريقي وكيف يمكن لهذا الدور الجديد أن يساهم في تعزيز التراث في القارة الأفريقية، قال السفير هشام بدر في تصريح خاص للصحافة "أن مصر تشعر بالسعادة والفخر للقيام بهذا الدور الهام، ونحن نتطلع قدما لتعزيز التعاون مع الدول الاعضاء في الاتحاد الأقريقي لتمكين الشباب من القيام بدورهم في عملية التنمية، انطلاقا من رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك في الحفاظ على التراث الثقافي الافريقي واشراك الشباب بشكل مباشر في هذه العملية، التي تشكل إحدى أولوياتنا خلال العام الحالي، مع الأخذ بعين الاعتبار التجربة المصرية المتميزة في هذا المجال، خاصة وأن مصر تختزن تاريخاً طويلا من الثقافة والتراث الذي يمتد إلى بضعة الآف من السنين.
وختم السيد السفير قائلاً: "هذا الاجتماع الذي سوف يستمر لمدة ثلاثة أيام يحمل الكثير من الأهمية، وأنا أتمنى أن يتوصل المشاركون فيه إلى استراتيجية حقيقية تساهم بشكل فعال وملموس في إشراك الشباب في عملية الحفاظ على التراث الثقافي في أفريقيا."
من جهته استعرض السيد ويبر ندورو مدير منظمة ايكروم رؤية وأهداف ونشاطات ايكروم خلال المرحلة الحالية والسابقة، والرؤية المستقبلية للمنظمة في أفريقيا. وقال بهذه المناسبة أن الشباب هم مدراء المستقبل والمعنيون بشكل مباشر بالحفاظ على التراث. وأضاف: "حان الوقت لتطوير برنامج جديد للقارة الأفريقية يجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي، والشباب، والتنمية الاجتماعية - الثقافية. بالنسبة لي، من الضروري إشراك الشباب في مرحلة التخطيط للبرنامج المقترح."
من جانبها علقت الدكتورة جيهان زكي، رئيسة الأكاديمية المصرية في روما، بالقول: "يسر الأكاديمية المصرية أن تستضيف هذا الاجتما ع الذي يقام تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية". وأكدت زكى حرص مصر على دعم الشباب في القارة الإفريقية، خاصة مع قرب تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي في غضون الأسابيع القادمة، وقالت: "أنا أؤمن بقوة وطاقة الشباب في الخروج باستراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار مشاركة الشباب بكل أطيافهم في عملية الحفاظ على التراث الثقافي في القارة الأفريقية. وأنا على ثقة بأن منظمة ايكروم سوف تلعب دوراً محوريا في تحقيق هذه الاستراتيجية بالتعاون مع الدول الأعضاء ضمن القارة الأفريقية".
وأضافت الدكتورة جيهان زكي في تصريح خاص للصحافة: "في الواقع، لمنظمة ايكروم نشاط كبير وملحوظ في أفريقيا، وعلى وجه الخصوص في المنطقة العربية من خلال المركز الإقليمي، ايكروم-الشارقة، الذي يترأسه الدكتور زكي أصلان. لقد استطاع المركز الاقليمي بفضل الدعم الكبير الذي قدمته حكومة الشارقة، وبشكل خاص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تحقيق الكثير من الانجازات، وتنظيم العديد من النشاطات الهامة والدورات التدريبية في المنطقة العربية، مثل سورية والعراق وتونس وليبيا والمغرب وغيرها، في الوقت الذي يمتد فيه نشاطات هذا المركز باستمرار ليشمل مواضيع جديدة ومناطق جغرافية أخرى ضمن العالمين العربي والأفريقي".
وبعد حفل الافتتاح بدأت نشاطات هذا اللقاء بجلسة تعريفية بالمشاركين، ومن ثم عدة جلسات للنقاش ضمن المجموعة لاستعراض ومناقشة كافة المواضيع المطروحة خلال اللقاء والخروج برؤية واستراتيجية مشتركة تعبر عن اهتمامات وطموح جميع المشاركين. ومن المتوقع أن يتم عرض نتائج هذا اللقاء والخطوات المستقبلية المقترحة من قبل المشاركين في الجلسة الختامية في يوم الجمعة القادم، بتاريخ 11 كانون الثاني/ يناير 2019.
الجدير بالذكر أن اجتماع خبراء أفريقيا الحالي يستوحي أعماله من أجندة الأمم المتحدة لعام 2030 للتنمية المستدامة، ومن أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 "أفريقيا التي نريد" الملتزمة بتحقيق إمكانات أفريقيا الكاملة في التنمية والثقافة والسلام. وسوف يقوم البرنامج الجديد بتبني مقاربات واستراتيجيات جديدة، حتى لو كانت قائمة على استثمار التجربة الدولية السابقة لمنظمة ايكروم في مجالات التدريب وبناء القدرات للحفاظ على التراث الثقافي. كما سيعمل البرنامج، على وجه الخصوص، على تعزيز التعاون بين المؤسسات والمجتمع المدني، وتفعيل الحوار والنقاش حول تحديد التراث الثقافي وأهميته، واستعراض دور المتاحف ضمن سياق النمو الحضري السريع والمتزايد اليوم ضمن القارة الأفريقية. كما سيشجع البرنامج التواصل بين الأجيال من خلال التركيز على الإبداع والابتكار اللذين يمكن أن يجلبهما الشباب، مع التعلم من خبرة وحكمة الأجيال الأكبر سنا.