recent
أخبار ساخنة

الشرود الذهني لدى الطفل : أسبابه وكيفية السيطرة عليه


لطالما كان الأطفال المحور الرئيسي في حياة كل أم وأب؛ فمنذ اللحظات الأولى التي يستقبلان فيها مولودهما الأول ينطلق مشوار درب طويل من الكفاح والجهد بالنسبة إليهما، مشوار صعب ربما، ولكنه مليء بالبهجة والسرور خاصةً عندما يخطو ذلك الصغير خطواته الأولى نحو الدراسة والتعلم. ولإن ينجح العديد من الأطفال في تحقيق التميز والنجاح، فإن البعض الآخر قد يخيب الآمال في هذا الجانب نتيجةً للعديد من العوامل، لعل أبرزها مواجهة هؤلاء الأطفال لمشكلة الشرود الذهني وفقدان القدرة على التركيز أثناء الدراسة. وهذه المشكلة لا تتعلق بأطفال معينين دون غيرهم، وإنما هي من الظواهر التي أصبحت متفشيةً بشكل كبير بين جميع الفئات العمرية في سن الطفولة، وذلك نتيجةً للكثير من الأسباب التي ندعوك إلى التعرف عليها في ما تبقى معنا من أسطر من هذا المقال عزيزتي، بالإضافة أيضا إلى الحلول المقدمة للسيطرة عليها. اكتشفي إذا معنا كل ذلك!

1. ماهي أبرز أسباب الشرود الذهني لدى الطفل ؟ 

كما سبق وأشرنا إلى ذلك في مقدمة هذا المقال، فإن هنالك العديد من العوامل التي تؤدي بالطفل إلى الشرود وعدم التركيز أثناء الدراسة، ومن أبرزها نذكر خاصةً :
  • التعب وقلة النوم :
كشفت الدراسات العلمية أن تعرض الطفل إلى الارهاق الشديد والأرق المستمر لهما من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تشتيت ذهن هذا الأخير وإفقاده للتركيز أثناء الدراسة؛ ففي هذه الحالة عادةً ما يحدث خلل في إيصال الإشارات لباقي أعضاء الجسم، وهو ما يؤدي بالتالي إلى تراجع مستويات الإدراك.
  • التوتر النفسي :
تماما كما هو الحال بالنسبة إلى الأشخاص البالغين، فإن الجانب النفسي دائما ما يؤثر بشكل كبير على مدى عطاء الطفل وقدرته على الاستيعاب والتركيز، وهو ما يفسر حالة الشرود الذهني التي قد يمر بها هذا الأخير بمجرد مواجهته لبعض التقلقات والتوترات العصبية، اضطرابات قد تكون بسبب وجود بعض الخلافات العائلية بين الوالدين، أو نتيجةً لافتقار الإحساس بالعطف والحماية والاحتواء، أو ربما أيضا بسبب تلقي الطفل للكثير من الوعود الجميلة من قبل الآباء وتراخي هؤلاء على الإيفاء بها في ما بعد (كوعده مثلا بالذهاب في رحلة ما أو إخراجه في نزهة أو شراء هدية له …)، إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى التي من شأنها أن تؤثر على نفسية الصغير بشكل سلبي.
  • الإصابة ببعض المشاكلات العضوية : 
قد يربى الطفل في بيئة سليمة للغاية، ومع ذلك تجده يشكو من مشكلة التشتت الذهني أثناء الدراسة. وبالتمحيص في أسباب ذلك، اكتشف الدارسون أن هذه الضاهرة تعود أساسا إلى إصابة الصغير ببعض المشكلات العضوية التي من شأنها أن تفقده القدرة على التركيز الجيد وربما تسبب له أيضا الشعور بالدوخة وعدم الإدراك، ومن هذه الأمراض نذكر خاصةً فقر الدم والإصابة بالأنيميا الحادة، بالإضافة أيضا إلى بعض المشكلات الأخرى المرتبطة أساسا بالأذنين والعينين.
  • تناول الأطعمة الضارة : 
لطالما كان الغذاء السليم بمثابة الوقود المحرك للدماغ والمنعش لخلاياه، وهو أيضا ذلك العامل الأساسي الذي يساهم في تحسين المزاج وفي الحصول على الطاقة اللازمة التي يحتاج إليها الجسم. وبمجرد إهمال الطفل لهذا الجانب، فإنه يفقد قدرته مباشرةً على التركيز وحسن الاستيعاب؛ ذلك أن الأطعمة المعلبة مثلا تعد بمثابة السم البطء الذي ينتقل عبر الدم ليتلف المخ ويدمر الخلايا العصبية فيه. ولا تقل المأكولات السريعة والأطعمة الغنية بالسكريات ضررا؛ حيث أنها تؤثر سلبا هي الأخرى على صحة الدماغ كما أنها تزيد من حالات التوتر والتشنجات العصبية.
  • ممارسة بعض العادات الخاطئة أثناء اللعب : 
كشفت الدراسات العلمية أن انتهاج الطفل لبعض السلوكات الخاطئة أثناء اللعب والتسلية قد تكون له نتائج وخيمةً عليه، خاصةً على مستوى التركيز وحسن الاستعداد الذهني. ومن أبرز تلك العادات نذكر خاصةً الإفراط في مشاهدة الأفلام الالكرتونية والتعويل المستمر على الأجهزة التكنولوجية كالتابلت والآي باد من أجل اللعب. وليس هذا كل شيء، إذ يؤكد الباحثون أيضا عن وجود كمية مهولة من الألعاب التي يتم تصنيعها اليوم بالاعتماد على الكثير من المواد الضارة والخطيرة، كالرصاص مثلا، والذي ينتقل سريعا إلى خلايا الدماغ ويقوم بتدميرها بمجرد أن يضع الصغير اللعبة في فمه.

2. ماهي أبرز السبل التي يتوجب انتهاجها للسيطرة على مشكلة الشرود الذهني لدى الطفل ؟

من النقاط المضيئة في مسألة الشرود الذهني لدى الطفل أنها من المشكلات التي يمكن التغلب والسيطرة عليها إذا ما تكاتفت كل الجهود من أجل هذه الغاية. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الجهود لا يجب أن تقتصر فقط على دور الوالدين، وإنما يفترض أن تشمل المحيط المدرسي أيضا لكونه طرفا متداخلا في العملية التربوية.
  • دور العائلة : 
إذا ما تأملنا في  أبرز الأسباب المأدية إلى مشكلة التشتت والشرود الذهني لدى الأطفال؛ فسنجد أن جزأ هاما منها يعود إلى سوء تصرف الوالدين، ومن أجل ذلك يتوجب على هذين الأخريين أن يكونا في غاية من الحذر حول هذا الجانب (وخاصةً أنت عزيزتي)، وذلك عبر الحرص خاصةً على :
1- تفادي أي نوع من الصدامات أمام الصغير ومحاولة فض المشكلات بعيدا عنه.
2- توفير الإحاطة والرعاية النفسية اللازمة للطفل والتحدث معه بشكل دائم وأيضا محاولة إشراكه في العديد من الحوارات، افعلي ذلك وأنت تنظرين مباشرةً في عينيه عزيزتي حتى تدفعيه أكثر إلى مزيد التركيز والانتباه.
3- تحديد جدول للأعمال اليومية  التي يمارسها الطفل بحيث يكون له وقت مخصص للمذاكرة وآخر للعب والتسلية، ولما لا أيضا تعاطي الرياضة ومشاهدة التلفزيون لفترة قصيرة. لا تنسي عزيزتي القيام بمراقبة جميع الألعاب التي يستخدمها طفلك قبل أن تقدميها إليه، أما عند المراجعة، فيجب أن توفري له جميع أسباب الهدوء والصفاء الذهني (الغرفة المناسبة، الإضاءة المريحة، …).
4- تعويد الصغير على الذهاب إلى فراشه في ساعة مبكرة من النوم وعدم ترك أي مجال إليه للسهر لساعات متأخرة من الليل.
5- المواظبة على تحضير الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والبروتينات والمعادن الرئيسية المفيدة لصحة الدماغ وخلايا الأعصاب، وتجنيب الطفل قدر الإمكان المأكولات الضارة كالسكريات والدهون وغيرها.
6- الالتزام بالإيفاء بكل وعد يتم قطعه إلى الصغير.
  • دور المدرسة :
كما سبق وأشرنا إلى ذلك، فإن المحيط المدرسي يلعب هو الآخر دورا رئيسيا في علاج مشكلة الشرود الذهني لدى الأطفال، وذلك من خلال العمل خاصةً على :
1- توفير أخصائيين نفسانيين يشرفون على متابعة الطفل وعلى توجيه المدرسين في كيفية التعامل معه وشرح وإيصال المعلومة إليه بشكل سليم.
3- القيام بأنشطة ترفيهية لصالح الطفل ومزيد الاهتمام  بحصص التربية الرياضية والبدنية المخصصة إليه لكي يتمكن من تجديد طاقاته و تفكيره، وتحميسه أكثر على مزيد المذاكرة والتركيز أثناء الاستماع إلى الدروس.

http://bit.ly/2SltdJb


سوسن
google-playkhamsatmostaqltradent