يُعتبر هذا الدواء الجديد المُعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA (الاسم غير المسجّل الملكيّة هو Larotrectinib) الدواء الثاني من نوعه الذي تم اعتماده بعد الاسم التجاريّ Keytruda في العام 2014 (في ما يتعلّق بانتشار سرطان الجلد والآن الثدي) ، وهو أبعد من أن يكون العلاج النهائيّ لكلّ أنواع السرطان أو بديلاً عن العلاج الكيميائيّ والإشعاعيّ ، وذلك لأسبابٍ عدّة .
على الرّغم من أنّ دواء Vitrakvi قد اعتُمد في الآونة الأخيرة ، فإنّه استند إلى ثلاث دراسات ، إحداها استندت إلى 55 مريضًا يُعانون من ورم صلب وقد تم اكتشاف إندماج جيني يُدعى NTRK في الـ DNA الخاصّ بهم (يُمكن رصد إندماج السرطانات الإيجابيّة TRK من خلال التنميط الجزيئيّ molecular profiling إذا ما أجرِيَ بشكلٍ روتينيّ في كلّ موقع). وتتمثّل أنواع الورم هذه في سرطان الغدّة الدرقيّة ، والسركومة اللّيفيّة المتعلّقة بالأطفال ، وسركومة الأنسجة الرّخوة ، والغدّة اللّعابيّة ، والورم الكلوِيّ الأديم المتوسّط والذي يصيب الرئة والقولون والذي يكون خلقيًّا .
وقد تبلغ كلفة الدواء ما يصل إلى 400 ألف دولار في السنة الواحدة ! وإذ يستند إلى الطفرة Mutation وحسب ، فهو يُعتبر تحوّلاً مهمًّا باتّجاه معالجة بعض أمراض السرطان ، ولكنّه لا يشكّل حلاًّ نهائيًّا ولا يمكنه أن يكون بديلاً عن أي علاج كيميائيّ أو إشعاعيّ .
وتجدر الإشارة إلى أنّ دواء Vitrakvi لا يزال بحاجة لوكيل في لبنان قبل أن يُصار إلى وصفه من قبل إختصاصيّ الأورام ، بالإضافة إلى دراسة فعّالة من حيث التكلفة تقوم على كيفيّة توفيره بسعرٍ معقول . وقد يُظهر الوقت آثارًا تكون واعدة أكثر لهذا الاستخدام ولكن بالنّتيجة ، فإنّ دواء Vitrakvi باهظ الثّمن ، ولديه آثار جانبيّة ، ويُمكن استعماله في حالات معيّنة وحسب ، ويحتاج للوقت ولتأمينٍ يغطّيه . وسيتم استخدامه على عدد صغير في الولايات المتحدة الأميركيّة كبداية (ما يصل إلى 2000 أو 3000 حالة في الولايات المتحدة الأميركيّة يُعانون من الطفرة).
ونذكر أخيرًا أنّ أدوية كثيرة كانت مُعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء في الماضي إلاّ أنّه قد تم إخراجها من السوق في ما بعد . وسنتطرّق أكثر إلى هذا الدواء في مقال الأسبوع المقبل .
http://bit.ly/2KWUECK