على الرغم من سعادتهن الشديدة بها، فإن فترة الحمل دائما ما تكون واحدةً من الفترات الصعبة للغاية في حياة بنات حواء، وذلك لما يواجهنه خلالها من مشكلات عديدة، ليس فقط على الجانب الصحي بل والنفسي أيضا؛ حيث كشفت الدراسات الطبية والمتخصصة بأن حوالي 23% من السيدات عادةً ما يصبن باكتئاب الحمل أو بالبعض من أعراضه قبل مرحلة الولادة، وذلك بدرجات خطورة متفاوتة بين كل حالة وأخرى. ولعلك من اللواتي ينتظرن قدوم مولود جديد إلى الحياة سيدتي وتخشين على نفسك كثيرا من احتمالات الوقوع في هذه المشكلة، فكيف تتأكدين من كونك في مأمن منها؟ وهل من طرق للتغلب على أعراضها في حال اكتشفت إصابتك بها -لا سمح الله-؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تجدين الإجابة الشافية عنها في ما تبقى من أسطر من هذا المقال. تابعي معنا إذا عزيزتي وتعرفي على جميع التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع!
كل ما عليك معرفته عن اكتئاب الحمل
1. كيف تتأكدين بأنك تعانين من اكتئاب الحمل؟
شأنه شأن أي اكتئاب عادي، فإن اكتئاب الحمل هو عبارة عن الإصابة بمجموعة من الاضطرابات والتقلبات في المزاج، والناجمة بالأساس عن حدوث تغييرات عدة في الدماغ. وتصطدم المرأة الحامل بهذه المشكلة عادةً بسبب ما تواجهه على مدار تسعة أشهر كاملة من اضطرابات هرمونية عديدة، غالبا ما تنعكس تأثيراتها -وكما سبق وأشرنا- على المواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ وهي مواد مرتبطة بالمزاج بدرجة أولى. وعن أبرز أعراض تلك التقلبات، نذكر خاصةً عدم القدرة على النوم بشكل هادئ ومتواصل، والإحساس بالتعب والإرهاق الشديدين، وأيضا فقدان الشهية، وقلة التركيز، والشعور المتواصل بالحزن وبالضيق، وباليأس في بعض الأحيان أيضا إلى درجة النفور من الحمل وفقدان إحساس السعادة به. ولا يشترط أن تكوني في مواجهة جميع هذه المشكلات حتى تتأكدي من إصابتك من باكتئاب الحمل سيدتي، بل يكفي أن تشعري بالبعض منها بشكل متواصل لتأخذي حذرك. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن هذه الأعراض والاضطرابات قد تكون طبيعيةً أحيانا، إلا أنها إذا ما تواصلت لفترة طويلة فإنها تكون خطيرةً وقد تؤثر حتى على سير حياتك اليومي، وفي هذه الحالة لابد من استشارة الطبيب الخاص لشرح الحالة وإيجاد علاج مناسب لها خلال أقرب وقت ممكن.
كشفت الدراسات العلمية العديدة على أن الإصابة باكتئاب الحمل قد تكون ناجمةً عن العديد من الأسباب، لعل أبرزها تعرض المرأة إلى بعض المشاكل النفسية في السابق، إلى جانب إحساسها المفرط بالقلق وبالخوف من آلام المخاض، ومن مدى قدرتها على تحمل مسؤلية الطفل الذي سيلد، إلى غير ذلك. وليس هذا كل شيء، إذ يؤكد المختصون أيضا على أن أعراض الحمل الطبيعية كالشعور بالغثيان والإحساس ببعض الآلام وغيرها من المشكلات الأخرى، كلها عوامل تؤدي عادةً لمواجهة الإكتئاب.
3. هل أن اكتئاب الحمل خطير أم أنه حالة عرضية لا يجب الخوف منها؟
«هل أن اكتئاب الحمل خطير أم أنه حالة عرضية لا يجب الخوف منها؟» سؤال ربما قد طرحته على نفسك مرارا عزيزتي وتنتظرين الإجابة الشافية عنه. نعلمك بأن العلاج ضروري وأنه لا يمكن الاستهانة مطلقا مع هذا الأمر وإلا فإن النتائج قد تكون كارثيةً في الكثير من الأحيان، حيث أن المخاطر قد تطال صحة الأم وجنينها على حد السواء؛ فكما سبق وأشرنا إلى ذلك فإن المرأة المصابة بالإكتئاب غالبا ما تهمل العناية بنفسها وبغذائها، وهو ما يعرضها إلى مواجهة العديد من المشكلات الصحية الخطيرة، كما يؤثر وبدرجة كبيرة على نسق نمو الصغير وعلى قدرته على النشاط. فاحذري إذا كثيرا من مغبة ذلك!
حتى نكون متفائلين، فإننا نذكرك عزيزتي بأنه ما من داء إلا وله دواء كما يؤكد على ذلك رسولنا الأكرم (عليه أفضل الصلوات والسلام)، ومن أجل ذلك ندعوك إلى التريث وعدم المبالغة في الجزع إن حدث وتأكدت من إصاباتك بالإكتئاب أثناء الحمل، بل احرصي على استشارة طبيبك الخاص بشكل فوري، وهو سيرشدك حتما إلى طرق العلاج، والتي عادةً ما تركز على النظام الغذائي وما يجب أن يحتويه من عناصر مفيدة للقلق والتوترات، كالأوميجا 3 مثلا، وأيضا ممارسة التمارين الرياضية التي تتماشى مع الحمل، مع التأكيد إلى جانب ذلك على ضرورة الفضفضة والبوح بأي مشاعر سلبية، خاصةً إلى الشريك والمقربين من العائلة والأصدقاء، فدعمهم مهم جدا في هذه الحالة. أما وإن كان كل ذلك غير مجد، فيمكن الاستعانة ببعض العقاقير والأدوية المضادة التي يحددها الطبيب المختص دون سواه.
https://ift.tt/2A9Rw2f
سوسن