أسائل عنك، وارفع ناظري نحوك، وأشهد للفرح القادم. ويحملني الرجاء إلى وسع قلبك المملوء محبة وحناناً. ولم يقدر العقل النيّر أن يعرف له الحدود. وسعَ قلبك يا سيّد، مثلما النسيم العابر، لا ينتهي مساره، وهو غذاء للأرض، كل الأرض.
وسعَ قلبك يا معلّم، هو كل المحبّة، ونجهد بالوصول إلى نهاية المحبة أغلفة مغلّفة، بعضها فوق بعض ولا ينتهي، وللشوق المعيار في معرفة كنهها الذي يدوم ويدوم. ليلة ميلادك يا ابن داوود هي الحلم والحقيقة معًا، حلم الصغار وحقيقة عند الكبار يعمرّها الإيمان، وتشنشلها البراءة. ليلة ميلادك أخصبت الأرض وتمايلت شلوح الأرز، وإنّ الشّوحُ مسبّحًا صوب العلى. ليلة ميلادك ارتجف السلام المنسيّ، وجثا لعلّه ينال حظوة من البشارة، ارتجف ولا يزال يرتجف في هذا الشرق الذي تجسّدتَ فيه وعشتَ. في فلسطين، اورشليم، الناصرة، جبل الزيتون، جبل يهوذا، في جميع مطارحك تأخذه الغلبة، في ارض الشام، يعتصره الألم المضني، النازح، في العراق، ارض اور هدّته الحروب، في ارض اليمن: يقضي الأطفال الملائكة جوعًا وأنت قلت: "دعوا الأطفال يأتون إليّ..." في تركيا: ارض الرسول، مهد الألف كنيسة، ينوص النجم ويخبو، ورعة قلائل يبشرون ولا من مجوس يرون الهدي.
اما في لبنان: الأرض التي حننت إليها والعذراء والرسل، من ارض قانا الجليل، إلى ارض كوكبا، إلى صور، هي جاثية تصلّي، رحماك يا طفل المغارة: هو الزمن العابر علينا، زمن تحجّر القلوب، وعناد الأفكار، وتقويم للكلام، ه الزمن الذي يدمّر ولا يعمّر ونحن أمّا وقد دخلنا زمن ميلادك، ننتظر باللهفة ان يحلّ علينا انتصاف ليله وقد أشرق النجم، وبُشّر الرعاة وسار المجوس مردّدين، ومنشدين مع الملائكة: المجد لله في العلى،وعلى الأرض السلام وفي القلوب المحبّة.
http://bit.ly/2GDAzmi