افتتح المؤتمر البلدي الأول لقضاء الكورة "خارطة الطريق"، الذي دعا اليه النائب جورج عطاالله، في مركز مجلس الانماء في أميون، وحضره، الى عطاالله، كريم منصور ممثلا النائب سليم سعادة، محافظ الشمال رمزي نهرا، قائمقام الكورة كاترين الكفوري، القاضي اميل عازار، كاتب عدل الكورة الاستاذ رمزي زيدان، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، رؤساء بلديات الكورة ومخاتير، جمعيات ومنظمات مانحة، وفاعليات وحشد من المهتمين.
بعد النشيد الوطني، وترحيب من عريف الاحتفال الدكتور جورج حداد، تحدث بو كريم عن دور البلديات في الكورة، متناولا مختلف جوانب البنى التحتية وما نفذ من مشاريع فيها والمشاريع الذي يحضر لها، ان "من حيث توزيع شبكات المياه وحفر آبار جديدة، او موضوع الصرف الصحي الذي انتهى قسم منه وتبقى قسم امداد الشبكات بمحطة التكرير في البحصاص"، ومؤكدا ان "هذا المجال بحاجة لكثير من العمل لانه يعاني من مشاكل كثيرة".
واستعرض الواقع البيئي "ومعاناة أبناء القضاء مع شركات الترابة والمقالع"، داعيا الى "تحقيق النظام اللامركزي لانه يسهل كثيرا عملية الانماء المتوازن للمناطق".
وأوضحت قائمقام الكورة الكفوري ان "للبلديات مهاما إنمائية كبيرة الى جانب دورها الامني والاجتماعي"، مؤكدة ان "عدم دفع المستحقات للبلديات يعرقل عملية تحقيق مشاريعها".
وإذ تمنت "اشراك مختلف القطاعات بتمويل البلديات"، أشارت الى ان "الضعف الحقيقي هو بإهمال تطوير القدرات البشرية للبلديات".
أما المحافظ رمزي نهرا فألقى كلمة أثنى فيها على جهود عطالله "في سبيل انماء الكورة، وتنفيذ مشاريع حيوية وزراعية فيها، فضلا عن وضع حد للتلوث البيئي"، وقال: "المشكلة البيئية التي تعاني منها منطقة الكورة منذ 30 عاما واكثر يجب ان يتم حلها، فلا يجوز ان تستمر شركات الترابة وغيرها من المصانع الملوثة للبيئة بهذه الوتيرة التي تشكل خطرا صحيا على ابناء القضاء".
أضاف: "لقد كلفنا لجنة بالتعاون مع رئيس اتحاد بلديات الكورة، مؤلفة من ممثلين عن الشركات والبلديات والادارات الرسمية المعنية، واعتقد اننا سنصل الى حلول ليست سحرية انما تضع حدا للتلوث البيئي، والخطة الموضوعة ستنفذ على مراحل، وبداية سيتم غرس 5000 شجرة في البلدات المجاورة للشركات ومن ثم ستعمد الشركات الى تأهيل اماكن الكسارات على طريقة الجل".
وتابع: "نحن نسعى الى الحد من هذه المشكلة البيئية ونعلم ان هذه الخطوات غير كافية ولكن رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة، وقد طلبنا من المسؤولين في الشركات البدء سريعا بتنفيذ هذه الامور. وأتمنى على كل رؤساء البلديات والاتحاد بأن ينضموا الى اللجنة ومساعدتنا في ايجاد الحلول وطريقة تنفيذها، واؤكد ان الانماء يبدأ ببيئة سليمة، فالكورة تعتبر من اهم الاقضية في مجالي الإنماء والتطور، والاعمال التي قمنا بها بالتعاون مع البلديات والاتحاد ومع سعادة النائب جورج عطالله وبهمة معالي وزير الخارجية جبران باسيل، لاقت استحسانا من المواطنين، ولكن الكورة ينقصها الكثير وسنضع ايدينا مع الجميع لإنمائها لأنها فعليا قلب الشمال النابض".
عرض فيلم مصور عن الكورة وواقعها الانمائي والحياتي .
من جهته شكر عطالله الحضور ورؤساء البلديات "الذين تجابوا على قاعدة ان هذه الخطوة غير مألوفة، وهي استكمال للوعد الذي قطعناه على انفسنا وليس للناس بتحسين مختلف جوانب الحياة، وان لا تبقى منطقتنا مهملة مهما كلفنا ذلك من جهد وتعب. هذه الدعوة هي للكل، ونلاحظ بنهاية التقرير بالفيلم ان العمل يتكامل بالجهد، ونحن ندعو الى أن يكون العمل متكاملا بجهد الجمعيات والنوادي والبلديات بعيدا عن اي فئوية او تسييس".
وتمنى "أن يكون الموضوع البيئي تحت عباءة اتحاد البلديات، لانه يضم الجميع بعيدا عن أي تسييس، وبالتالي يساعدنا على تحقيق المطلوب"، مشيرا الى ان "هذا اللقاء المطروح يعنينا كلنا بغض النظر عن إنتمائنا السياسي، فالانتخابات هي حرية وقناعة، بينما المطلوب حاليا ان نعمل جميعا لمصلحة قضاء الكورة، ويمكن لكل فرد في المكان الذي يؤثر فيه، في الدولة ووزاراته، ان يأتي بالمنافع لمنطقته، يكون ذلك جيدا. الأمر الأساسي هو ان لا نختلف على موضوع انمائي للكورة، نحن كلنا اولاد الكورة ويجب ان نعمل لتكون نموذجا".
وتابع: "علمنا مؤخرا ان أهل قضاء الكورة هم الاكثر التزاما بدفع الضرائب والرسوم الميكانيكية، والاقل بحوادث السير، الكورة هي نموذج للالتزام بالدولة ولتكون الدولة هي العباءة الكاملة لكل الناس".
وشدد على "دور البلديات كمسؤولين محليين في تحقيق المطالب، ودورها الاساسي في العمل، واذا لم تساعدنا البلديات كمسؤولين محليين لن نستطيع تحقيق المطلوب. وعندما تطرح البلديات مشاكلها ومطالبها تكون تساعد المنطقة بتوصيل صوتها، وعندما تتمكن البلديات من المشاركة بصياغة المشاريع عبر طاقاتها الشبابية، فهذا عنصر اساسي يساعدنا في تحقيق المشاريع وتمويلها". وقال: "اليوم معنا في هذا المؤتمر ممثلون عن مختلف الجمعيات التي لا تبغي الربح، وهم موجودون بشكل اساسي لنخبرهم ان الاموال التي دفعوها عبر الوزارة قد ذهبت الى الاماكن الصحيحة وهي مشاريع حيوية وضرورية لبلدات الكورة، وهي لا تكفي وبحاجة لتمويل اضافي ووجودكم معنا سيعطي حافزا للبلديات لكي تتعاون معا، وستستمع الجمعيات المشاركة الى هموم البلديات وطلباتها".
واعتبر عطاالله ان "مبدأ النق الذي يعتمد احيانا يساعد على تحقيق المطالب، وموضوع مقاربة الفرز المنزلي خاصة بعدما أقر مجلس النواب خطة لمقاربة ملف النفايات، سيطرح بالمؤتمر"، مؤكدا ان "وجود الاجهزة الامنية بهذا المؤتمر كان اساسيا، الا ان هناك اعتبارات خاصة بهم تمنعهم من المشاركة بهكذا نشاط بالرغم من انهم عمليا على الارض معنيون بأمور كثيرة".
وتابع قائلا: "صحيح انني انا دعوت لهذا اللقاء، وصحيح ان لي انتماء شخصيا، الا ان هذا اللقاء هو دعوة عامة وشاملة تضم كل اهالي الكورة واطيافها وسياسيها، ولقد وجهت الدعوة للجميع، لكن البعض اعتذر لدواع شخصية، الا ان هدفي هو ان يعلم الكل اننا نشتغل بيد واحدة بعيدا عن الانتماءات السياسية، ولقد شددت على هذا الموضوع اكثر من مرة لاقول اننا اذا اردنا ان نطرح التغيير المطلوب لا يجب ان نتعاطى مع بعضنا بفئوية وكيدية، ونحن تجمعنا هموم الكورة واختلافاتنا هي غنى للكورة".
وبعد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر توزع المشاركون على المحاور الثلاثة التي يتضمنها المؤتمر.
فتناول المحور الاول مياه الصرف الصحي والكهرباء في الكورة، عرضته مستشارة وزير الطاقة والمياه لشؤون المياه رندة نمر، وعرض يوسف كرم من مجلس الانماء والاعمار موضوع الصرف الصحي في الكورة، أما الطاقة المتجددة فتناولها مدير وحدة الهندسة في المركز اللبناني لحفظ الطاقة راني الاشقر.
اما المحور الثاني فعرض للنزوح السوري، وتحدث خلاله منسق اللجنة المركزية في "التيار الوطني الحر" نقولا الشدراوي عن دور البلديات في أزمة النزوح السوري، وعرضت مستشارة وزير الخارجية لشؤون النازحين علا بطرس موضوع الاطر القانونية الخاصة بالنازحين.
وفي المحور الثالث الذي تناول فرز النفايات، عرض المهندس الزراعي المتخصص رولان عنداري موضوع معالجة النفايات الصلبة، كما كانت مداخلتين لكل من ممثل وزارة البيئة السيد شاكر نون، ورئيس بلدية بشمزين فوزي كلش.
وبعد مداولات لحوالي الساعة في كافة المحاور عاد المشاركون الى جلسة عامة حيث تم عرض توصيات عن كل محور بالاضافة الى تعبئة البلديات لورقة اولوياتها وسلمتها الى المنظمين.