سطّرت «شعبة المعلومات» محضراً بالحادث بعد الاستماع في فصيلة بعقلين الى إفادة المختار أجود بو ذياب، الذي أكّد أنّ القوة الأمنية التي كانت موجودة لم تطلق النار، وبأنه شاهد محمد بو ذياب وهو يطلق النار من الطابق الثاني، إضافة الى إشارته الى احتمال أن يكون بو ذياب قد أصيب من جرّاء إطلاق النار الكثيف جداً الذي أطلقه حرّاس وهاب، وبأنه أبلغ الضابط بأنّ وهاب سيتوجّه برفقة محاميه أو قد يرسل محاميه الى «شعبة المعلومات» اليوم الاثنين، فإنّ تقرير الطبيب الشرعي، الذي حصلت «الجمهورية» على نسخة منه، يؤكّد في المقابل أنّ «حالة الوفاة ناتجة عن الإصابة بعيار ناري دخلَ من يسار الصدر ومن مسافة غير قريبة، واستقرّ في الخاصرة اليمنى»، وهذا يعني أنّ الرصاصة أتت من الأعلى الى الأسفل، وبالتالي هناك استحالة أن يكون العيار الناري قد صدر من أمام منزل وهاب حيث وجود العناصر الامنية، مع العلم أنّ محمد بو ذياب كان موجوداً في الطابق الثاني من المنزل، فيما بقية المسلّحين يُطلقون العيارات النارية في الهواء الطلق ومن أبنية مجاورة أعلى من منزل وهاب.
وتفيد أوساط مطّلعة أنّ توجيه الرصاص في اتجاه عناصر «المعلومات» كان سيؤدي حتماً الى مجزرة وكارثة كبيرة، لأنّ القوة الموجودة كانت ستضطرّ الى الردّ على مصادر النيران.
ويقول هؤلاء «انّ مجرد عدم قيام مرافقي وهاب بإطلاق النار في اتجاه العناصر، يعني أنه لم يبادر هؤلاء بطبيعة الحال الى استهداف المسلحين المنتشرين في محيط القصر لا عند الوصول ولا عند الانسحاب».
جَزم وهاب، وفق «تقرير الطبيب الشرعي» كما قال، أنّ الرصاصة التي أصابت بو ذياب هي من نوع M16 أو M4، أطلقت من سلاح أميري، فيما تؤكّد مصادر أمنية أنّ الـ M4 من عيار 5,56 ومرافقو وهاب يملكون هذا السلاح، وقد رصدت صورة لأحد مرافقي الوزير السابق على فايسبوك، مِمّن كانوا يشاركون في إطلاق النار أمس الأول، ويُدعى سماح حسام الدين، حاملاً بندقية M4 !
وحتى الآن، وفق المعطيات، لا تأكيدات أنّ الرصاصة التي قيل إنها أصابت بو ذياب هي نفسها التي اخترقت جسده، مع تَعذّر التأكّد من المسألة في مستشفى الرسول الأعظم التي دخلها بو ذياب عند الخامسة والربع مساء السبت وفارقَ الحياة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً.
وبَدا لافتاً تمييز وهاب بشكل واضح بين اللواء عثمان الذي اتهمه بـ»زَرع» قنّاص ضمن المجموعة الأمنية التي توجّهت الى الجاهلية لاستهدافه، الأمر الذي تنفيه مصادر أمنية بشكل مطلق، وبين رئيس «شعبة المعلومات» العقيد خالد حمود واصفاً إيّاه بـ«إبن المؤسسات» ومُستعد في أي وقت «لأشرب فنجان قهوة في مكتبه». كذلك، توجّه وهاب الى الضابط الذي كان مكلّفاً إبلاغه الحضور، العقيد خالد عليوان، مؤكّداً أنه «ضابط محترم وآدمي... وجَنّب البلدة مذبحة حيث أمر عناصره بالانسحاب، وكان قراره حكيماً».
مع العلم أنّ مُطّلعين يجزمون أنّ العدد الكبير من العناصر والآليات التي توجّهت الى الجاهلية، كانت فقط تَحسّباً لتعرّض المجموعة لإطلاق نار ولتطوّر الأمور سلباً، «فيما المنحى السلمي الذي سَلكته الأحداث أمس الأول أظهرَ أنّ عمل «المعلومات» هو أمني وليس سياسياً، وأنّ «الشعبة» كلّفت المهمة ولا تستطيع رفض تنفيذها»!
http://bit.ly/2DZdU0P